بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{إِنَّمَا ٱلنَّجۡوَىٰ مِنَ ٱلشَّيۡطَٰنِ لِيَحۡزُنَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَلَيۡسَ بِضَآرِّهِمۡ شَيۡـًٔا إِلَّا بِإِذۡنِ ٱللَّهِۚ وَعَلَى ٱللَّهِ فَلۡيَتَوَكَّلِ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ} (10)

ثم قال عز وجل : { إِنَّمَا النجوى مِنَ الشيطان } يعني : نجوى المنافقين من تزيين الشيطان . قال قتادة : إذا رأى المسلمون المنافقين جاؤوا متناجين ، فشق عليهم ، فنزل { إِنَّمَا النجوى مِنَ الشيطان } يعني : نجوى المنافقين في المعصية من الشيطان ، { لِيَحْزُنَ الذين آمَنُواْ } ؛ قرأ نافع { لِيَحْزُنَ الذين آمَنُواْ } بضم الياء ، والباقون بالنصب ، ومعناهما واحد . ثم قال :{ وَلَيْسَ بِضَارّهِمْ شَيْئاً } يعني : ليس نجوى المنافقين يضر شيئاً المؤمنين ، أي : لا يضرهم { إِلاَّ بِإِذْنِ الله } ، إلا أن يشاء الله ، ثم أمر المؤمنين بأن يتوكلوا على الله ، وهو قوله تعالى :{ وَعَلَى الله فَلْيَتَوَكَّلِ المؤمنون } .