فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{إِنَّمَا ٱلنَّجۡوَىٰ مِنَ ٱلشَّيۡطَٰنِ لِيَحۡزُنَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَلَيۡسَ بِضَآرِّهِمۡ شَيۡـًٔا إِلَّا بِإِذۡنِ ٱللَّهِۚ وَعَلَى ٱللَّهِ فَلۡيَتَوَكَّلِ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ} (10)

ثم بين سبحانه أن ما يفعله اليهود والمنافقون من التناجي ، هو من جهة الشيطان فقال :{ إنما النجوى } يعني الإثم والعدوان ومعصية الرسول صلى الله عليه وسلم ، { من الشيطان } لا من غيره أي من تزيينه وتسويله .

{ ليحزن الذين آمنوا } أي لأجل أن يوقعهم في الحزن ، بما يحصل لهم من التوهم أنها في مكيدة يكادون بها ، قرأ نافع بضم الياء وكسر الزاي من أحزانه والباقون بفتح الياء وضم الزاي من حزن يقال حزنه أو أحزنه بمعنى ، قال في القاموس : وأحزنه جعله حزينا ، والقراءة الأولى أشد في المعنى { وليس بضارهم شيئا } أي وليس الشيطان أو التناجي الذي يزينه الشيطان أو الحزن بضار المؤمنين شيئا من الضرر { إلا بإذن الله } أي بمشيئته وقيل : بعلمه .

{ وعلى الله فليتوكل المومنون } أي يكلون أمرهم إليه ويفوضونه في جميع شئونهم ويستعيذون بالله من الشيطان ، ولا يبالون بما يزينه من النجوى .