صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف  
{وَلَا تَأۡكُلُوٓاْ أَمۡوَٰلَكُم بَيۡنَكُم بِٱلۡبَٰطِلِ وَتُدۡلُواْ بِهَآ إِلَى ٱلۡحُكَّامِ لِتَأۡكُلُواْ فَرِيقٗا مِّنۡ أَمۡوَٰلِ ٱلنَّاسِ بِٱلۡإِثۡمِ وَأَنتُمۡ تَعۡلَمُونَ} (188)

{ بالباطل } الباطل : الذاهب الزائل . يقال : بطل بطلا وبطلانا وبطولا ، ذهب ضياعا وخسرا .

والمراد به هنا : كل ما لم يبح الشرع أخده من المال وإن طابت به النفس ، كالربا والميسر ، وثمن الخمر والرشوة وشهادة الزور واليمين الكاذبة ، والغش والخيانة ، والسرقة والغصب ، ونحو ذلك ، والباء للسببية . والجار والمجرور متعلق بالفعل قبله ، أي لا يأخذ بعضكم مال بعض بالسبب الباطل .

{ وتدلوا بها إلى الحكام } أي تلقوا . يقال : أدليت دلوى في البئر ، إذا أرسلتها للاستقاء . ثم جعل كل إلقاء قول أو فعل إدلاء ، ومنه أدلى بحجته . والمعنى : ولا تلقوا بأمور تلك الأموال التي فيها بالخصومة إلى الحكام . أي لا تسرعوا الخصومة في الأموال إلى الحكام ليعينوكم على إبطال حق أو تحقيق باطل .