{ ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل وتدلوا بها إلى الحكام لتأكلوا فريقا من أموال الناس بالإثم وأنتم تعلمون }
{ لا تأكلوا } قد يراد به لا تأخذوا ولا تستولوا
{ بالباطل } في اللغة الذاهب الزائل واتباع اللهو وإبليس كما في الآية الكريمة { لا يأتيه الباطل . . } إبليس لا يزيد في القرآن ولا ينقص . والشرك كما في قوله تعالى { ويمح الله الباطل . . } والبطلة السحرة . وفي الشرع كل ما لم يؤذن بأخذه فهو باطل وحرام كالسرقة والغصب والرشوة ونحوها . { تدلوا } الأصل فيه إرسال الحبل في البئر ثم استعير للتوصل إلى الشيء . { فريقا } قطعة وجملة { بالإثم } بما وقع في الذنب كالزور والخيانة .
نهى الله تعالى عن أخذ الأموال والاستيلاء عليها أو الأكل أوالانتفاع بها إن كانت مما لم يأذن به شرع الله كما نهى سبحانه عن الإدلاء بالأموال إلى الحكام رشوة أو إلقاء أمر الأموال المتنازع عليها وإسناد ذلك تحاكما إليهم بغية اقتطاع شيء من أموال الغير بغيا بشهادة زور أو بيمين كاذبة أو بصلحن مع العلم بأن المقضى له ظالم ، والفرق بين الوجهين أن الحكام على الأول حكام السوء الذين يقبلون الرشا ، فبها يصير المقصود البعيد قريبا ، وإذا أخذها حاكم السوء مضى في الحكم من غير ثبت . . وعلى الثاني قد يكون الحاكم عادلا ولكن قد يشتبه عليه الحق{[608]} ؛ روى البخاري ومسلم عن أم سلمة رضي الله تعالى عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سمع جلبة خصم بباب حجرته فخرج إليهم فقال ( إنما أنا بشر وإنه يأتيني الخصم فلعل بعضهم أن يكون أبلغ من بعض فأحسب أنه صادق فأقضي له فمن قضيت له بحق مسلم فإنما هي قطعة من النار فليحملها أو يذرها ) { وأنتم تعلمون } أنكم على الباطل وارتكاب المعاصي مع العلم بقبحها أقبح وهذا أشد لعقابهم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.