قوله : { وَلاَ تَأْكُلُواْ أموالكم بَيْنَكُم بالباطل } ، أي بالظلم وشهادة الزور . { وَتُدْلُواْ بِهَا إِلَى الحكام } ، يقول تلجؤوا بالخصومة إلى الحكام . وقال الزجاج : تعملون بما يوجبه ظاهر الحكم ، وتتركون ما علمتم أنه الحق . { لِتَأْكُلُواْ فَرِيقًا } ، يعني طائفة { مّنْ أَمْوَالِ الناس بالإثم } ، أي باليمين الكاذبة وشهادة الزور . ويقال : { بالإثم } أي بالجور . { وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ } أنه جور . ويقال : إنكم تعلمون أنكم تأخذون بالباطل .
وهذه الآية نزلت في شأن امرىء القيس بن عباس الكندي وعيدان بن أشوع الحضرمي ، اختصما إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فادعى أحدهما على صاحبه شيئاً ، فأراد الآخر أن يحلف بالكذب ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إنَّكُمْ تَخْتَصِمُونَ إِلَيَّ وَلَعَلَّ بَعْضَكُمْ أَلْحَنُ بِحُجَّتِهِ مِنْ بَعْضٍ ، فَمَنْ قَضَيْتُ لَهُ بِحَقِّ أَخِيهِ وَأَرَى أَنَّهُ مِنْ حَقِّهِ ، وَأَنَّهُ لا يَرَى أَنَّهُ مِنْ حَقِّهِ فَإِنَّما أَقْضِي لَهُ بِقِطْعَةٍ مِنَ النَّارِ » فنزلت هذه الآية فيهما ، وصارت عامة لجميع الناس . وروى سعيد بن المسيب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : « شَاهِدُ الزُّورِ إِذَا شَهِدَ لا يَرْفَعُ قَدَمِيْهِ مِنْ مَكانِهِمَا ، حَتَّى يَلْعَنُهُ الله مِنْ فَوْقِ عَرْشِهِ » .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.