الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَلَا تَأۡكُلُوٓاْ أَمۡوَٰلَكُم بَيۡنَكُم بِٱلۡبَٰطِلِ وَتُدۡلُواْ بِهَآ إِلَى ٱلۡحُكَّامِ لِتَأۡكُلُواْ فَرِيقٗا مِّنۡ أَمۡوَٰلِ ٱلنَّاسِ بِٱلۡإِثۡمِ وَأَنتُمۡ تَعۡلَمُونَ} (188)

ثم قال : ( وَلاَ تَاكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالبَاطِلِ ) [ 187 ] ، أي : لا يأكل بعضكم مال بعض بالباطل .

( وَتُدْلُوا( {[6088]} ) بِهَا ) [ 187 ] أي : وتخاصموا بالأموال إلى الحكام .

( لِتَاكُلُوا فَرِيقاً مِّنَ اَمْوَالِ النَّاسِ ) [ 187 ] أي : من( {[6089]} ) طائفة من أموالهم .

( بِالاِثْمِ ) أي : بالحرام( {[6090]} ) .

( وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ) أي : تعلمون أنكم ظالمون وأنه حرام عليكم .

قال ابن عباس : " هذا في الرجل يكون عليه مال ، ولا بينة عليه فيجحد المال ويخاصم صاحبه وهو يعلم أنه إثم " ( {[6091]} ) .

ويقال : من مشى مع خصمه وهو ظالم فهو آثم/حتى يرجع إلى( {[6092]} ) الحق . وقال عكرمة : " هو الرجل يشتري السلعة فيردها ويرد معه دراهم " ( {[6093]} ) .

يقال : أدلى فلان إلى فلان بمال : خاصم . كأنه جعله كالرسالة .

ويقال : " أدلى فلان بحجته " إذا بيَّنها كأنه يرسلها إرسالاً( {[6094]} ) . وأصله من إرسال الرجل الدلو في حبل ؛ يقال : " أدليت الدلو " إذا( {[6095]} ) أرسلتها ، و " دَلَوْتُها " إذا رفعتها وأخرجتها( {[6096]} ) .


[6088]:- في ع3: تدخلوا. وهو تحريف.
[6089]:- سقط من ح.
[6090]:- قوله: "أي بالحرام" ساقط من ع2، ع3.
[6091]:- انظر: تفسير القرطبي 2/3"9، وتفسير ابن كثير 1/225.
[6092]:- سقط من ق.
[6093]:- انظر: جامع البيان 3/551.
[6094]:- انظر: اللسان 1/1009.
[6095]:- في ق: جبل. يقال أدليت الدلو إذ.
[6096]:- انظر: اللسان 1/1008، وتفسير القرطبي 2/339.