صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف  
{أُحِلَّ لَكُمۡ لَيۡلَةَ ٱلصِّيَامِ ٱلرَّفَثُ إِلَىٰ نِسَآئِكُمۡۚ هُنَّ لِبَاسٞ لَّكُمۡ وَأَنتُمۡ لِبَاسٞ لَّهُنَّۗ عَلِمَ ٱللَّهُ أَنَّكُمۡ كُنتُمۡ تَخۡتَانُونَ أَنفُسَكُمۡ فَتَابَ عَلَيۡكُمۡ وَعَفَا عَنكُمۡۖ فَٱلۡـَٰٔنَ بَٰشِرُوهُنَّ وَٱبۡتَغُواْ مَا كَتَبَ ٱللَّهُ لَكُمۡۚ وَكُلُواْ وَٱشۡرَبُواْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ ٱلۡخَيۡطُ ٱلۡأَبۡيَضُ مِنَ ٱلۡخَيۡطِ ٱلۡأَسۡوَدِ مِنَ ٱلۡفَجۡرِۖ ثُمَّ أَتِمُّواْ ٱلصِّيَامَ إِلَى ٱلَّيۡلِۚ وَلَا تُبَٰشِرُوهُنَّ وَأَنتُمۡ عَٰكِفُونَ فِي ٱلۡمَسَٰجِدِۗ تِلۡكَ حُدُودُ ٱللَّهِ فَلَا تَقۡرَبُوهَاۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ ٱللَّهُ ءَايَٰتِهِۦ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمۡ يَتَّقُونَ} (187)

{ الرفث إلى نسائكم } الإفضاء إليهين ، أي مباشرتهن . والرفث في الأصل : الفحش من القول ، وكلام النساء حين الجماع . كنى به عن المباشرة للزومه لها غالبا . يقال : رفث في كلامه - كنصر وفرح وكرم – وأرفث ، إذا أفحش فيه . وقيل : أفحش في شأن النساء . وحل الرفث في ليالي الصيام رخصة ورفع لما كان عليه الأمر في ابتداء الإسلام ، فإنه كان إذا أفطر أحدهم إنما يحل له الطعام والشراب والنساء إلى أن يصلي العشاء أو ينام قبلها ، فإذا صلى العشاء أو نام قبلها حرم عليه ذلك إلى الليلة القابلة ، فوجدوا في ذلك مشقة عظيمة فنزلت هذه الآية .

{ وكلوا واشربوا } أباح الله الأكل والشرب مع ما سلف من إباحة الجماع في الليل في أي وقت فيه ، إلى أن يتبين بياض النهار من سواد الليل .

{ تلك حدود الله فلا تعتدوها } أي محارمه ومناهيه ، فلا تقربوها . أو أحكامه المتضمنة لما نهاكم عنه ، فلا تقربوا ما نهيتم عنه .