صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف  
{وَإِذۡ قُلۡتُمۡ يَٰمُوسَىٰ لَن نَّصۡبِرَ عَلَىٰ طَعَامٖ وَٰحِدٖ فَٱدۡعُ لَنَا رَبَّكَ يُخۡرِجۡ لَنَا مِمَّا تُنۢبِتُ ٱلۡأَرۡضُ مِنۢ بَقۡلِهَا وَقِثَّآئِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَاۖ قَالَ أَتَسۡتَبۡدِلُونَ ٱلَّذِي هُوَ أَدۡنَىٰ بِٱلَّذِي هُوَ خَيۡرٌۚ ٱهۡبِطُواْ مِصۡرٗا فَإِنَّ لَكُم مَّا سَأَلۡتُمۡۗ وَضُرِبَتۡ عَلَيۡهِمُ ٱلذِّلَّةُ وَٱلۡمَسۡكَنَةُ وَبَآءُو بِغَضَبٖ مِّنَ ٱللَّهِۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمۡ كَانُواْ يَكۡفُرُونَ بِـَٔايَٰتِ ٱللَّهِ وَيَقۡتُلُونَ ٱلنَّبِيِّـۧنَ بِغَيۡرِ ٱلۡحَقِّۚ ذَٰلِكَ بِمَا عَصَواْ وَّكَانُواْ يَعۡتَدُونَ} (61)

{ وَفُومِهَا } الفوم : الحنطة ، أو جميع ما يخبز من الحبوب ، أو هم الثوم .

{ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ } جعلتا محيطتين بهم ، إحاطة القبة بمن ضربت عليه ، مجازاة لهم على كفرانهم . وجملتهم في غالب الأمر في ذلة ومسكنة . أو هم مستحقون للذلة والهوان ، بسبب ارتكاب المعاصي والاعتداء على حدود الله في كل شئ ، والإفساد في الأرض وجحود الحق عنادا ، وقتل الأنبياء ظلما ، وبما طبعوا عليه من الكذب والنفاق ، والمكر السيئ ، والخداع ، وعبادة المال وشدة الحرص على جمعه والشح به .

وأما إحاطة المسكنة بهم فلما يبدو علليهم من الاستكانة والخضوع عند الضعف ، والخوف من القهر . والمسكنة : الخضوع-مفعلة من السكون-لأن صاحبها قليل الحركة والنهوض ، لما به من الحاجة والذلة وشدة المحنة .