التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{وَإِذۡ قُلۡتُمۡ يَٰمُوسَىٰ لَن نَّصۡبِرَ عَلَىٰ طَعَامٖ وَٰحِدٖ فَٱدۡعُ لَنَا رَبَّكَ يُخۡرِجۡ لَنَا مِمَّا تُنۢبِتُ ٱلۡأَرۡضُ مِنۢ بَقۡلِهَا وَقِثَّآئِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَاۖ قَالَ أَتَسۡتَبۡدِلُونَ ٱلَّذِي هُوَ أَدۡنَىٰ بِٱلَّذِي هُوَ خَيۡرٌۚ ٱهۡبِطُواْ مِصۡرٗا فَإِنَّ لَكُم مَّا سَأَلۡتُمۡۗ وَضُرِبَتۡ عَلَيۡهِمُ ٱلذِّلَّةُ وَٱلۡمَسۡكَنَةُ وَبَآءُو بِغَضَبٖ مِّنَ ٱللَّهِۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمۡ كَانُواْ يَكۡفُرُونَ بِـَٔايَٰتِ ٱللَّهِ وَيَقۡتُلُونَ ٱلنَّبِيِّـۧنَ بِغَيۡرِ ٱلۡحَقِّۚ ذَٰلِكَ بِمَا عَصَواْ وَّكَانُواْ يَعۡتَدُونَ} (61)

قوله تعالى ( وإذ قلتم يا موسى لن نصبر على طعام واحد فادع لنا ربك يخرج لنا مما تنبت الأرض من بقلها وقثائها وفومها وعدسها وبصلها )

قال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله ( لن نصبر على طعام واحد ) قال : ملوا طعامهم ، وذكروا عيشهم الذي كانوا فيه مثل ذلك ، فقالوا ( ادع لنا ربك يخرج لنا مما تنبت الأرض من بقلها وقثائها وفومها )

التفسير ص37 ) ، وإسناده صحيح .

واخرج الطبري بإسناده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله ( وفومها ) يقول : الحنطة والخبز .

وأخرج نافع بن أبي نعيم القاري في " تفسيره " قال : سمعت الأعرج يقول : سمعت عبد الله بن عباس يقول في قول الله عز وجل( فومها ) قال : الحنطة ثم قال ابن عباس اما سمعت قول أحيحة بن الجلاح حيث يقول :

قد كنت أغنى الناس شخصا واحدا ورد المدينة عن زراعة فوم

( تفسير القرآن ليحيى بن يمان ، وتفسير لنافع بن أبي نعيم رقم 37 )

الأعرج : هو عبد الرحمن بن هرمز الأعرج أخذ القراءة عرضا عن أبي هريرة وابن عباس وتلا عليه نافع بن أبي نعيم وصفه الذهبي بالإمام الحافظ الحجة المقري ت 117 ه ( سير أعلام النبلاء 5/70 ، 69 ) .

أحيحة بن الجلاح : بن الحر يشي الأوسي شاعر جاهلي من دهاة العرب وشجعانهم ( الأعلام 1/277 ) .

واخرج الطبري بإسناده الصحيح عن مجاهد ( وفومها ) قال الخبز .

وأخرج عبد الرزاق عن معمر عن قتادة والحسن : الفوم : الخبز .

( التفسير ص37 ) ، وإسناده صحيح .

قوله تعالى ( قال أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير )

أخرج ابن أبي حاتم بإسناده الصحيح عن قتادة( أتستبدلون الذي هو أدنى-الذي هو شر- ( بالذي هو خير ) .

قوله تعالى ( اهبطوا مصرا فإن لكم ما سألتم )

أخرج الطبري بإسناده الحسن عن قتادة ( اهبطوا مصرا ) أي مصرا من الأمصار فإن لكم ما سألتم .

قوله تعالى ( ضربت عليهم الذلة )

أخرج عبد الرزاق عن معمر عن الحسن وقتادة في قوله ( ضربت عليهم الذلة ) قالا : يعطون الجزية عن يد وهم صاغرون .

( التفسير ص38 ) ، وإسناده صحيح .

قوله تعالى ( والمسكنة )

أخرج ابن أبي حاتم بإسناده الجيد عن أبي العالية : في قوله ( ضربت عليهم الذلة والمسكنة ) قال : المسكنة : الفاقة .

ثم قال : وروي عن السدي والربيع نحو ذلك .

قوله تعالى ( وباءوا بغضب من الله )

أخرج عبد الرزاق في " تفسيره " عن معمر عن قتادة في قوله( فباءوا ) قال : فانقلبوا . وهذا التفسير يعود لقوله تعالى ( فباءوا بغضب على غضب وللكافرين عذاب مهين ) .

( انظر تغليق التعليق4/172 ) ، وإسناده صحيح .

قوله تعالى ( ذلك بأنهم كانوا يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين بغير الحق )

قال الإمام أحمد : حدثنا عبد الصمد ، حدثنا أبان ، حدثنا عاصم ، عن أبي وائل ، عن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " أشد الناس عذابا يوم القيامة رجل قتله نبي ، أو قتل نبيا ، وإمام ضلالة/وممثل من الممثلين " .

( المسند رقم3868 ) ، وصححه احمد شاكر في تعليقه على المسند وذكره الهيثمي ونسبه إلى احمد والبزار ونص ان رجالهما ثقات( مجمع الزوائد5/236 ) . ولكن عاصما هذا هو ابن بهدلة صدوق له أوهام فالإسناد حسن وحسنه أيضا الشيخ مقبل الوادعي . ( انظر حاشية تفسير ابن كثير1/186 ) .

قوله تعالى ( ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون )

أخرج ابن أبي حاتم بإسناده الصحيح عن قتادة ( ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون ) اجتنبوا المعصية والعدوان فإن بهما هلك من هلك قبلكم من الناس .