صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا يَحِلُّ لَكُمۡ أَن تَرِثُواْ ٱلنِّسَآءَ كَرۡهٗاۖ وَلَا تَعۡضُلُوهُنَّ لِتَذۡهَبُواْ بِبَعۡضِ مَآ ءَاتَيۡتُمُوهُنَّ إِلَّآ أَن يَأۡتِينَ بِفَٰحِشَةٖ مُّبَيِّنَةٖۚ وَعَاشِرُوهُنَّ بِٱلۡمَعۡرُوفِۚ فَإِن كَرِهۡتُمُوهُنَّ فَعَسَىٰٓ أَن تَكۡرَهُواْ شَيۡـٔٗا وَيَجۡعَلَ ٱللَّهُ فِيهِ خَيۡرٗا كَثِيرٗا} (19)

{ لا يحل لكم أن ترثوا النساء }أي تأخذوهن على سبيل الإرث ، كما يؤخذ المال الموروث بعد موت أزواجهن مكرهين لهن على ذلك ، وكانوا يفعلون ذلك في الجاهلية . و{ كرها }-بالفتح والضم-بمعنى واحد . والخطاب لأقارب الميت . { ولا تعضلوهن }نهى للأزواج عن إمساك النساء من غير حاجة لهم إليهن ، مضارة ومضايقة لحملهن على الاختلاع بمهورهن ، من العضل ، وهو التضييق والمنع . يقال : عضلت الدجاجة ببيضها ، والمرأة بولدها : إذا تعسر خروجهما .

{ إلا أن يأتين بفاحشة مبينة }استثناء متصل من أعم العلل . أي لا تعضلوهن لعلة من العلل ، إلا أن يأتين بفاحشة مبينة أخلاقهن ، وكاشفة عن أحوالهن ، وهي النشوز وسوء الخلق ، وإبذاء الزوج وأهله بالبذّاء وفحش القول ونحوه ، فلكم العذر في طلب الخلع منهن ، وأخذ ما آتيتموهن من المهر لوجود السبب من جهتهن . والأصل في الباب قوله تعالى : { فإن خفتم ألا يقيما حدود الله فلا جناج عليهما فيما افتدت به } {[99]}وقوله : { فإن طبن لكم عن شيء منه نفسا فكلوه هنيئا مريئا }{[100]} .


[99]:: آية 229 البقرة
[100]:: آية 4 النساء