صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف  
{۞وَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّمَا غَنِمۡتُم مِّن شَيۡءٖ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُۥ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي ٱلۡقُرۡبَىٰ وَٱلۡيَتَٰمَىٰ وَٱلۡمَسَٰكِينِ وَٱبۡنِ ٱلسَّبِيلِ إِن كُنتُمۡ ءَامَنتُم بِٱللَّهِ وَمَآ أَنزَلۡنَا عَلَىٰ عَبۡدِنَا يَوۡمَ ٱلۡفُرۡقَانِ يَوۡمَ ٱلۡتَقَى ٱلۡجَمۡعَانِۗ وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٌ} (41)

{ واعلموا أنما غنمتم . . . } الغنيمة : ما أخذ من أموال الكفار قهرا بقتال : أو إيجاف خيل أو ركاب ، من الغنم وهو الفوز . يقال : غنم غنما وغنيمة ، إذا ظفر بالشيء . وأما ما أخذ منها بغير قتال ولا إيجاف فهو الفيء ، وسيأتي في سورة الحشر . والغنيمة تخمس ، فيعطى أربعة أخماسها ملكا للمقاتلة الذين احرزوها . والخمس الباقي كان في عهد النبوة خمسة أسهم : للرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل . وقوله : { فأن لله خمسه } أي فحكمه أن لله خمسه . وذكر الله تعالى لبيان أنه لا بد في الخمس من إخلاصه له تعالى ، وأنه هو الحاكم به فيقسمه كيف شاء . ليس المراد أن له سهما منه مفردا ، لأن له كل شيء ، فسهم الله وسهم رسوله شيء واحد . وأما بعده صلى الله عليه وسلم فقد سقط سهمه كما سقط سهم ذوي القربى ، وإنما يعطون لفقرهم ولا يعطى أغنياؤهم ، فيقسم الخمس على اليتامى وا لمساكين وأبناء السبيل . وقيل : يصرف سهم الرسول صلى الله عليه وسلم بعده لمصالح المسلمين وما فيه قوة لهم . وتفصيل المذاهب في قسمة الخمس وفي الفيء في كتب الفروع . { يوم الفرقان }أي يوم بدر ، الذي فرق فيه بين الحق والباطل .