قوله : { يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت } – إلى قوله – { ولا خلال }[ 27-31 ] .
ومعناه{[37199]} : يثبت الله الذين آمنوا به وبرسله{[37200]} وكتبه بقوله{[37201]} لا إله إلا الله ، وأن محمدا{[37202]} رسول الله{[37203]} : أي : يثبتهم ( بذلك في الحياة الدنيا : أي : في قبورهم قبل قيام الساعة{[37204]} .
{ وفي الآخرة }[ 27 ] : قال البراء بن عازب : يثبت الله الذين آمنوا بالشهادة{[37205]} في القبر ، إذ أتاهم الملكان ، فقالا : من ربك ؟ فيقول ربي ( الله فيقولان ){[37206]} ما دينك ؟ فيقول : دين( ي ){[37207]} الإسلام ، فيقولان من{[37208]} نبيك ؟
فيقول{[37209]} محمد صلى الله عليه وسلم : فذلك القول الثابت{[37210]} في الحياة الدنيا{[37211]} .
وروى أبو سعيد الخدري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " يا أيها الناس إن هذه الأمة تبتلى في قبورها{[37212]} ، فإذا الإنسان دفن ، وتفرق عنه أصحابه جاءه ملك بيده مِطْرَاقٌ ، فأقعده فقال ( له ){[37213]} : ما تقول في هذا الرجل ؟ فإن كان مؤمنا : قال : أشهد أن لا إله إلا الله ، وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله . فيقول له : صدقت .
فيفتح له باب{[37214]} إلى النار ، فيقال ( له ){[37215]} : هذا{[37216]} منزلك لو كفرت بربك . فأما إذ{[37217]} آمنت ، فإن الله أبدلك به هذا{[37218]} ، ثم يفتح له باب{[37219]} إلى الجنة ، فيريد أن ينهض فيقال{[37220]} له : اسكن ، ثم يفسح{[37221]} له في قبره ، وأما الكافر/ ، والمنافق ، فيقال له : ماذا تقول في هذا الرجل ؟ فيقول : لا أدري ، فيقال{[37222]} له : لا دَرَيْت ، ولا تدريت ولا اهتديت ، ثم يفتح له باب{[37223]} إلى الجنة ، فيقال له : هذا منزلك لو آمنت بربك ، فأم إذ كفرت ، فإن الله عز وجل{[37224]} أبدلك به هذا . ثم يفتح له باب{[37225]} إلى النار ، ثم يقمعه الملك بالمطراق قمعة يسمعه خلق الله كلهم ، إلا الثقلين . فقال ( له ){[37226]} بعض أصحابه : يا رسول الله ما منا{[37227]} أحد يقول على رأسه ملك بيده مطراق إلا{[37228]} يفشل عند ذلك فقال له النبي صلى الله عليه وسلم{[37229]} : " { يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا والآخرة }[ 27 ]{[37230]} الآية .
ولهذا الحديث طرق كثيرة وألفاظ زائدة على ما ذكرنا ، وناقصة ( عن ){[37231]} ما ذكرنا والمعنى فيها قريب من الآخر{[37232]} .
وقيل : معنى الآية : يثبتهم الله في الحياة الدنيا على الإيمان ، حتى يموتوا عليه { وفي الآخرة }[ 27 ] المساءلة في القبر ، قاله طاووس{[37233]} ، وقتادة{[37234]} وهو اختيار جماعة من العلماء .
ومعنى { ويضل الله الظالمين }[ 27 ] : أي : لا يوفقهم في الحياة الدنيا إلى الإيمان ، ولا في الآخرة عند المساءلة في القبر{[37235]} .
وقوله : { ويفعل الله ما يشاء }[ 27 ] : أي : بيده الهداية والضلالة{[37236]} يضل من يشاء فلا يوفقه ، ويهدي من يشاء فيوفقه{[37237]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.