الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{أَلَمۡ يَأۡتِكُمۡ نَبَؤُاْ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِكُمۡ قَوۡمِ نُوحٖ وَعَادٖ وَثَمُودَ وَٱلَّذِينَ مِنۢ بَعۡدِهِمۡ لَا يَعۡلَمُهُمۡ إِلَّا ٱللَّهُۚ جَآءَتۡهُمۡ رُسُلُهُم بِٱلۡبَيِّنَٰتِ فَرَدُّوٓاْ أَيۡدِيَهُمۡ فِيٓ أَفۡوَٰهِهِمۡ وَقَالُوٓاْ إِنَّا كَفَرۡنَا بِمَآ أُرۡسِلۡتُم بِهِۦ وَإِنَّا لَفِي شَكّٖ مِّمَّا تَدۡعُونَنَآ إِلَيۡهِ مُرِيبٖ} (9)

ثم قال تعالى : { ألم ياتكم تبوأ الذين من قبلكم قوم نوح وعاد وثمود } {[36838]}[ 9 ] .

والمعنى : إن الله تعالى {[36839]} أخبرنا خبر الأمم الماضية ، الذين لا يحصى عددهم إلا الله ( عز وجل ) {[36840]} { جاءتهم رسلهم }[ 9 ] : بالآيات {[36841]} الظاهرات ، يدعونهم إلى الله ( سبحانه ) {[36842]} وإلى طاعته {[36843]} .

{ فردوا أيديهم / في أفواههم }[ 9 ] : أي : عضت {[36844]} الأمم على أصابعها ، تغيظا {[36845]} على الرسل ، قاله ابن مسعود {[36846]} .

وقال ابن زيد : هو مثل : { عضوا عليكم الأنامل من الغيظ } {[36847]} .

وقيل : المعنى : أنهم لما سمعوا كتاب الله عز وجل {[36848]} عجبوا منه ، و( و ) {[36849]}ضعوا أيديهم على {[36850]} أفواههم تعجبا . قاله ابن عباس {[36851]} .

وقيل : المعنى : كذبوهم بأفواههم ، وردوا عليهم . قاله مجاهد {[36852]} .

وقال قتادة : كذبوا الرسل ، وردوا عليهم بأفواههم ، فقالوا {[36853]} : { وإنا لفي شك مما تدعوننا إليه مريب }[ 9 ] . وهو مثل قول مجاهد {[36854]} .

وقيل : معناه : إنهم كانوا يشيرون بأيديهم إلى أفواههم ، يسكتون الرسل إذا دعوهم إلى الإيمان أن اسكتوا {[36855]} تكذيبا لهم ، وردا لقولهم {[36856]} .

وقيل : المعنى : إنهم كانوا يضعون أيديهم على أفواه الرسل ، ردا لقولهم ، وتكذيبا {[36857]} ( لهم ) {[36858]} {[36859]} .

وقيل : هو مثل {[36860]} يراد به السكوت ، لأن العرب تقول : سألت فلانا ( في ) {[36861]} حاجة فرد يده في فيه : إذا سكت عنه فلم يجبه {[36862]} .

فالمعنى : أنهم يسكتون {[36863]} إذا دعتهم الرسل إلى الله ، فلا يقبلون الدعاء وقيل : المعنى : ( فردوا أيدي الرسل ) {[36864]} في أفواههم ، أي : ردوا {[36865]} نعم الله ، التي أتتهم على ألسنة الرسل بأفواههم {[36866]} . فتكون ( في ) ( ب )معنى {[36867]} ( الباء ) واليد {[36868]} تكون فيك لام العرب : النعمة ، يقال : لفلان عندي ( يد : أي : نعمة ، وكان ( . . . ) {[36869]} على هذا القول ( . . . ) {[36870]} يكون على وزن ( . . . ) {[36871]} لأن جمع يد ( النعمة ) {[36872]} : أياد {[36873]} وجمع اليد من {[36874]} الجارحة : أيد {[36875]} .

وقوله : { لا يعلمهم إلا الله }[ 9 ] {[36876]} يدل على كثرة من مضى من الخلائق .

قال ابن مسعود : وكذب النسَّابون {[36877]} .

قال عروة بن الزبير : ما وجدنا أحدا يدري ما وراء عدنان {[36878]} .

وقال ابن عباس : بين عدنان ، وإسماعيل ثلاثون أبا لا يُعرفون {[36879]} .

ثم أخبر عنهم تعالى بما قالوا للرسل ( فقال ) {[36880]} : { وقالوا {[36881]} إنا كفرنا بما أرسلتم به }[ 9 ] : أي : كفرنا بما جئتمونا من ترك عبادة الأوثان {[36882]} [ وقالوا ] : { وإنا {[36883]} لفي شك مما تدعوننا إليه } {[36884]} أي : لفي شك من توحيد الله الذي تأمروننا ( به ) {[36885]} {[36886]} .

{ مريب } : أي : يريبنا ذلك الشك ، أي : يوجب لنا الريبة {[36887]} .


[36838]:انظر المصدر السابق.
[36839]:ط: جل ذكره.
[36840]:ساقط من ق.
[36841]:ط: بالبينات.
[36842]:انظر المصدر السابق.
[36843]:وهو قول الطبري في: جامع البيان 16/527.
[36844]:ق: عصت.
[36845]:ق: تعيظا، ط: تعيطا.
[36846]:انظر هذا القول في: غريب القرآن 231، وجامع البيان 16/531، ومعاني الزجاج 3/156، وعزاه أيضا في الجامع 9/226 إلى ابن زيد.
[36847]:آل عمران: 119. وانظر هذا القول في: جامع البيان 16/533، والجامع 9/226.
[36848]:ساقط من ق.
[36849]:انظر المصدر السابق.
[36850]:ط: في.
[36851]:انظر هذا القول في: جامع البيان 16/533.
[36852]:انظر هذا القول في: تفسير مجاهد 410 وجامع البيان 16/534.
[36853]:ط: وقالوا.
[36854]:انظر هذا التوجيه في: جامع البيان 16/534.
[36855]:ط: اسكتوا عنا.
[36856]:وهو قول أبي صالح في: جامع البيان 9/226، ولم ينسبه في معاني الزجاج 3/156.
[36857]:ط: مطموس.
[36858]:ساقط من النسختين وأضفته ليستقيم السياق.
[36859]:انظر هذا المعنى في: جامع البيان 16/535.
[36860]:ط: تمثيل.
[36861]:ساقط من ط.
[36862]:وهو قول أبي عبيدة في: مجاز القرآن 1/336، ولم ينسبه في جامع البيان 16/535.
[36863]:ط: مطموس.
[36864]:ما بين القوسين ساقط من ط.
[36865]:ساقط من ق.
[36866]:وهو معنى قول ابن عباس ومجاهد وقتادة في الجامع 9/226-227.
[36867]:ساقط من ق.
[36868]:ق: والبد.
[36869]:طمس لم أتبينه ولعله: يجب.
[36870]:طمس لم أتبينه ولعله: أن.
[36871]:طمس لم أتبينه ولعله: أياديهم.
[36872]:ما بين القوسين ساقط من ق.
[36873]:ق: أيادي.
[36874]:ق: اليدين.
[36875]:ق: أيدي.
[36876]:انظر هذا القول في: جامع البيان 16/539، والجامع 9/226، وتفسير ابن كثير 2/812.
[36877]:انظر: المصدر السابق.
[36878]:انظر هذا القول في: الجامع 9/226، وفيه ما بين عدنان وإسماعيل. وفي تفسير ابن كثير 2/812، ما بعد معد بن عدنان.
[36879]:انظر هذا القول في: المحرر 10/65، والجامع 9/226.
[36880]:ساقط من ط.
[36881]:ط: فقالوا.
[36882]:انظر هذا التوجيه في: جامع البيان 16/536.
[36883]:ق: إنا.
[36884]:ساقط من ق.
[36885]:ساقط من ق.
[36886]:انظر هذا التوجيه في: المصدر السابق.
[36887]:المصدر نفسه.