ثم قال تعالى : { ألم ياتكم تبوأ الذين من قبلكم قوم نوح وعاد وثمود } {[36838]}[ 9 ] .
والمعنى : إن الله تعالى {[36839]} أخبرنا خبر الأمم الماضية ، الذين لا يحصى عددهم إلا الله ( عز وجل ) {[36840]} { جاءتهم رسلهم }[ 9 ] : بالآيات {[36841]} الظاهرات ، يدعونهم إلى الله ( سبحانه ) {[36842]} وإلى طاعته {[36843]} .
{ فردوا أيديهم / في أفواههم }[ 9 ] : أي : عضت {[36844]} الأمم على أصابعها ، تغيظا {[36845]} على الرسل ، قاله ابن مسعود {[36846]} .
وقال ابن زيد : هو مثل : { عضوا عليكم الأنامل من الغيظ } {[36847]} .
وقيل : المعنى : أنهم لما سمعوا كتاب الله عز وجل {[36848]} عجبوا منه ، و( و ) {[36849]}ضعوا أيديهم على {[36850]} أفواههم تعجبا . قاله ابن عباس {[36851]} .
وقيل : المعنى : كذبوهم بأفواههم ، وردوا عليهم . قاله مجاهد {[36852]} .
وقال قتادة : كذبوا الرسل ، وردوا عليهم بأفواههم ، فقالوا {[36853]} : { وإنا لفي شك مما تدعوننا إليه مريب }[ 9 ] . وهو مثل قول مجاهد {[36854]} .
وقيل : معناه : إنهم كانوا يشيرون بأيديهم إلى أفواههم ، يسكتون الرسل إذا دعوهم إلى الإيمان أن اسكتوا {[36855]} تكذيبا لهم ، وردا لقولهم {[36856]} .
وقيل : المعنى : إنهم كانوا يضعون أيديهم على أفواه الرسل ، ردا لقولهم ، وتكذيبا {[36857]} ( لهم ) {[36858]} {[36859]} .
وقيل : هو مثل {[36860]} يراد به السكوت ، لأن العرب تقول : سألت فلانا ( في ) {[36861]} حاجة فرد يده في فيه : إذا سكت عنه فلم يجبه {[36862]} .
فالمعنى : أنهم يسكتون {[36863]} إذا دعتهم الرسل إلى الله ، فلا يقبلون الدعاء وقيل : المعنى : ( فردوا أيدي الرسل ) {[36864]} في أفواههم ، أي : ردوا {[36865]} نعم الله ، التي أتتهم على ألسنة الرسل بأفواههم {[36866]} . فتكون ( في ) ( ب )معنى {[36867]} ( الباء ) واليد {[36868]} تكون فيك لام العرب : النعمة ، يقال : لفلان عندي ( يد : أي : نعمة ، وكان ( . . . ) {[36869]} على هذا القول ( . . . ) {[36870]} يكون على وزن ( . . . ) {[36871]} لأن جمع يد ( النعمة ) {[36872]} : أياد {[36873]} وجمع اليد من {[36874]} الجارحة : أيد {[36875]} .
وقوله : { لا يعلمهم إلا الله }[ 9 ] {[36876]} يدل على كثرة من مضى من الخلائق .
قال ابن مسعود : وكذب النسَّابون {[36877]} .
قال عروة بن الزبير : ما وجدنا أحدا يدري ما وراء عدنان {[36878]} .
وقال ابن عباس : بين عدنان ، وإسماعيل ثلاثون أبا لا يُعرفون {[36879]} .
ثم أخبر عنهم تعالى بما قالوا للرسل ( فقال ) {[36880]} : { وقالوا {[36881]} إنا كفرنا بما أرسلتم به }[ 9 ] : أي : كفرنا بما جئتمونا من ترك عبادة الأوثان {[36882]} [ وقالوا ] : { وإنا {[36883]} لفي شك مما تدعوننا إليه } {[36884]} أي : لفي شك من توحيد الله الذي تأمروننا ( به ) {[36885]} {[36886]} .
{ مريب } : أي : يريبنا ذلك الشك ، أي : يوجب لنا الريبة {[36887]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.