الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَكَذَٰلِكَ أَنزَلۡنَٰهُ قُرۡءَانًا عَرَبِيّٗا وَصَرَّفۡنَا فِيهِ مِنَ ٱلۡوَعِيدِ لَعَلَّهُمۡ يَتَّقُونَ أَوۡ يُحۡدِثُ لَهُمۡ ذِكۡرٗا} (113)

ثم قال تعالى ذكره : { كذلك أنزلناه قرآنا عربيا وصرفنا فيه من الوعيد }[ 110 ] .

المعنى : كما رغب أهل الإيمان في صالح الأعمال فوعدهم ما وعدهم ، كذلك حذر بالوعيد أهل الكفر ، فقال : { وكذلك أنزلناه قرءانا عربيا } أي : أنزلناه بلغتكم أيها العرب لتفهموه{[45557]} . { وصرفنا فيه من الوعيد }أي : وخوفناهم{[45558]} بضروب من الوعيد { لعلهم يتقون } ما فيه من الوعيد أو يحدث لهم ذكرا فينقلبون عما هم مقيمون عليه من الكفر بالله ، يعني : أو يحدث لهم القرآن ذكرا .

قال قتادة : ( ذكرا ) : ورعا{[45559]} .

وقيل : معناه : أو يحدث لهم شرفا بإيمانهم به ، كما قال : { لقد أنزلنا إليكم كتابا فيه ذكركم } أي : شرفكم إن آمنتم به . روي ذلك أيضا عن قتادة{[45560]} .


[45557]:ز: لتهجوه. (تحريف).
[45558]:ز: وصرفناه. (تحريف).
[45559]:انظر: جامع البيان 16/216 وتفسير القرطبي 11/250 والدر المنثور 4/309 وفتح القدير 3/290.
[45560]:ذكره الطبري في جامع البيان 16/219 دون نسبته لقتادة.