ثم قال تعالى : { يوم ينفخ في الصور }[ 100 ] .
{ يوم } بدل من يوم الأول ، والمعنى : يوم ينفخ ملك الصور فيه . ثم رد إلى ما لم يسم فاعله ، وكانت الياء أولى عند من قرأ بها ، لأن النفخ في الصور لا يتولاه الله جل ذكره ، إنما يتولاه الملك ، بأمره وقدرته . ولا حجة في ( ونحشر ) لأن النافخ الملك والحاشر الله .
ومَن قرأه{[45507]} بالنون ، فلأن بعده ، ونحشر فأتى بالفعلين{[45508]} على الإخبار عن الله جل ذكره للمطابقة{[45509]} لأن الله تعالى هو الفاعل لجميع الأحوال المقدر لها .
ثم قال تعالى : { ولنحشر المجرمين يومئذ زرقا }[ 100 ] .
أي : زرق الأعين{[45510]} من العطش الذي يكون بهم في الحشر .
وقال ابن عباس : يكونون يوم القيامة في حال عميا ، وفي حال زرقا{[45511]} .
وقال جماعة زرقا : عميا{[45512]} .
ويروى : أنهم يقومون من قبورهم يبصرون ، ثم يصيرون عميا .
ويروى : أنهم لا يبصرون شيئا{[45513]} إلا جهنم .
وقيل : زرقا شعثين متغيرين{[45514]} كلون الرماد .
ثم قال : يتخافتون بينهم . أي : يسرون القول بينهم ، يقولون بعضهم لبعض ، إن لبثتم في الدنيا إلا عشرا .
وأصل الخفت في اللغة السكون{[45515]} . أي : ما لبثتم من النفخة الأولى إلى البعث ، إلا عشرا ، وبين{[45516]} النفختين أربعون سنة{[45517]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.