الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{يَوۡمَئِذٖ يَتَّبِعُونَ ٱلدَّاعِيَ لَا عِوَجَ لَهُۥۖ وَخَشَعَتِ ٱلۡأَصۡوَاتُ لِلرَّحۡمَٰنِ فَلَا تَسۡمَعُ إِلَّا هَمۡسٗا} (108)

ثم قال تعالى { يومئذ يتبعون الداعي لا عوج له } أي : يومئذ إذ يتبع الناس صوت الداعي الذي يدعوهم إلى موقف القيامة ، { لا عوج له } أي : لا عوج لهم عنه ، ولكنهم يأتمون به ، ويأتونه .

قال محمد بن كعب القرظي : يحشر الناس يوم القيامة في ظلمة ، تطوى السماء وتتناثر النجوم ، وتذهب الشمس والقمر ، وينادي مناد فيتبع الناس الصوت يؤمونه{[45533]} .

وقوله : { وخشعت الأضواء للرحمن }[ 105 ] .

أي : وسكنت أصوات الخلائق للرحمن{[45534]} . فلا تسمع إلا همسا .

أي : حس الأقدام إلى المحشر ، قاله : ابن عباس وعكرمة والحسن{[45535]} .

وقيل : هو الصوت الخفي الذي يوجد{[45536]} لتحريك الشفتين ، وأصله الصوت الخفي .

يقال : همس فلان إلى فلان بحديث ، إذا أسره إليه وأخفاه .

وعن ابن عباس أيضا : { همسا } صوتا خفيا . وهو قول مجاهد{[45537]} .


[45533]:انظر: تفسير ابن كثير 3/165 والدر المنثور 4/308 وفتح القدير 3/388.
[45534]:(للرحمان) سقطت من ز.
[45535]:انظر: جامع البيان 16/214 وزاد المسير 5/223 والدر المنثور 4/308 وفتح القدير 3/388.
[45536]:ز: لا يوجد. (تحريف).
[45537]:انظر: جامع البيان 16/214 وزاد المسير 5/323 والدر المنثور 4/308 وفتح القدير 3/388.