الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{نَّحۡنُ أَعۡلَمُ بِمَا يَقُولُونَ إِذۡ يَقُولُ أَمۡثَلُهُمۡ طَرِيقَةً إِن لَّبِثۡتُمۡ إِلَّا يَوۡمٗا} (104)

ثم قال : { نحن أعلم بما يقولون إذ يقول أمثلهم طريقة إن لبثتم إلا يوما } أي : نحن أعلم بسرهم إذ يقول : أمثلهم طريقة{[45518]} أي : أعلمهم في أنفسهم إن لبثتم إلا يوما ، وذلك من شدة هول المطلع ، ينسون ما كانوا فيه في الدنيا من النعيم وطول العمر حتى يتخيل إليهم من شدة ما هم فيه أنهم لم يعيشوا في الدنيا إلا يوما واحدا .

وقيل : عنى بذلك إقامتهم في القبور ، ظنوا أنهم لم يلبثوا فيها إلا يوما بعد انقطاع العذاب عنهم في القبور ، لأنهم في طول مكثهم يعذبون ، ثم ينقطع عنهم{[45519]} العذاب فيما بين النفختين .


[45518]:من قوله (أي: نحن) إلى (طريقة) سقط من ز.
[45519]:عنهم سقطت من ز.