ثم قال تعالى : { ذلك من يعظم حرمات الله }[ 28 ] .
وقيل : معناه : ذلك الذي أمرتم{[46877]} به من الوفاء بالنذور ، والطواف بالبيت العتيق هو الفرض الواجب عليكم في حجكم .
{ ومن يعظم حرمات الله } أي : ومن يجتنب مع ذلك ما أمره الله باجتنابه في حال إحرامه تعظيما منه لحدود الله أن يواقعها ، فهو خير له عند ربه في الآخرة .
قال مجاهد{[46878]} : { حرمات الله } هي مكة والحج والعمرة ، وما نهى الله عنه من المعاصي كلها .
وقال ابن زيد{[46879]} : { حرمات الله } المسجد الحرام والبيت الحرام والبلد الحرام .
ثم قال تعالى : { وأحلت لكم الأنعام } أي : أحلها الله لكم أن تأكلوها إذا ذكيتموها{[46880]} ، لم يحرم عليك بحيرة ولا سائبة ولا وصيلة ولا حام .
ثم قال : { إلا ما يتلى عليكم } أي : في كتاب الله ، وذلك الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به ، والمنخنقة والموقودة والمتردية والنطيحة وما أكل السبع وما ذبح على النصب ، فذلك رجس كله .
وقال قتادة{[46881]} : { إلا ما يتلى عليكم } الميتة وما لم يذكر اسم الله عليه .
وقيل : هو الصيد المحرم على المحرمين .
فالمعنى : أحل لكم في حال إحرامكم أكل لحم{[46882]} الإبل والبقر والغنم ، إلا ما يتلى عليكم من تحريم الصيد عليكم وأنتم محرمون .
ثم قال تعالى : { فاجتنبوا الرجس من الأوثان } أي : النتن ، و( من ) لبيان الجنس{[46883]} .
وقال الأخفش{[46884]} : هي للتبعيض . أي : فاجتنبوا الرجس الذي هو من الأوثان ، أي : عبادتها .
وقال ابن عباس{[46885]} : معناه : اجتنبوا طاعة الشيطان في عبادة الأوثان .
وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال{[46886]} : " عدلت{[46887]} شهادة الزور بالشرك بالله ، ثم قرأ{[46888]} { فاجتنبوا الرجس من الأوثان واجتنبوا قول الزور } .
وقال ابن جريج{[46889]} : { قول الزور } : الكذب ، والفرية على الله جل ثناؤه ، وهو قول : ابن عباس ومجاهد وغيرهم{[46890]} .
وقيل{[46891]} : { قول الزور } قولهم : إن الملائكة بنات الله ، تعالى الله عن ذلك .
وقيل : معناه : اجتنبوا تعظيم الأوثان والذبح لها .
وسماها رجسا ، استقذارا لها . وكانوا ينحرون عندها{[46892]} ، ويصبون عليها الدماء . فيقذرونها ، وهم مع ذلك يعظمونها ، فنهى الله المسلمين عن ذلك كله .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.