الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{ثَانِيَ عِطۡفِهِۦ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِۖ لَهُۥ فِي ٱلدُّنۡيَا خِزۡيٞۖ وَنُذِيقُهُۥ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ عَذَابَ ٱلۡحَرِيقِ} (9)

قوله تعالى ذكره : { ثاني عطفه ليضل عن سبيل الله }[ 9 ] إلى قوله : { ولبيس العشير }[ 13 ] .

أي : يخاصم في توحيد الله بغير علم ، وبغير هدى وبغير كتاب ، { ثاني عطفه } أي : معرضا عن الحق ، متحيرا فنصبه على الحال{[46639]} .

قال ابن عباس{[46640]} : ( ثاني عطفه ) مستكبرا في نفسه . قال{[46641]} : هو النضر بن الحارث لوى عنقه مرحا وتعظما .

وقال مجاهد وقتادة{[46642]} : معناه : لاويا رقبته .

وقال ابن زيد{[46643]} : ( لاويا رأسه{[46644]} معرضا ، موليا ، لا يقبل على ما يقال له ) ، ومنه قوله : { وإذا قيل لهم تعالوا يستغفر لكم رسول الله لووا رءوسهم . . . }{[46645]} الآية ، قوله : وإذا تتلى عليه{[46646]} آياتنا ولى مستكبرا } .

والعِطْفُ : ما انثنى من العنق .

ثم قال : { ليضل عن سبيل الله }[ 9 ] .

أي جادل هذا المشرك في توحيد الله ونفى البعث ليضل المؤمنين بالله عن دينهم الذي هداهم الله إليه { له في الدنيا خزي }[ 9 ] .

وهو القتل والهوان بأيدي المؤمنين ، فقتله{[46647]} الله بأيديهم يوم بدر . { ونذيقه يوم القيامة عذاب الحريق } أي : نحرقه بالنار .


[46639]:انظر: مشكل إعراب القرآن 2/487.
[46640]:انظر: جامع البيان 17/120 والقرطبي 12/15-16 والدر المنثور 4/346.
[46641]:يعني ابن عباس.
[46642]:انظر: جامع البيان 17/121 والقرطبي 12/16 وابن كثير 3/209.
[46643]:انظر: جامع البيان 17/121 والدر المنثور 4/346.
[46644]:رأسه سقطت من ز.
[46645]:المنافقون آية 5.
[46646]:ز: عليهم (خطأ).
[46647]:ز: وقتله.