ثم قال تعالى : { إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد }[ 85 ] .
هذا{[54305]} مخاطبة للنبي صلى الله عليه وسلم ، والمعنى : إن الذي{[54306]} أنزل{[54307]} عليك القرآن يا محمد . قاله مجاهد وغيره{[54308]} .
وقيل المعنى{[54309]} : فرض عليك العمل{[54310]} بما فيه .
{ لرادك إلى معاد }[ 85 ] ، أي إلى الجنة ، قاله ابن عباس ، والخدري ، وأبو مالك ، وأبو صالح{[54311]} ، لأن أباه منها{[54312]} خرج ، فجاز أن يقال للنبي : إلى معاد فيها ، وإن كان لم يخرج منها .
وقيل : إنما جاز ذلك لأنه دخلها ليلة الإسراء ، فالله تعالى{[54313]} يرده إلى الموضع الذي دخله ، ويعود به إليه{[54314]} .
وقال عكرمة ، وعطاء ومجاهد : إلى معاد : إلى يوم القيامة{[54315]} .
وكذلك قال الحسن : معاده الآخرة{[54316]} .
وعن ابن عباس : إلى معاد : إلى الموت ، وقاله ابن جبير{[54317]} .
وعن ابن عباس أيضا ومجاهد{[54318]} : إلى معاد : إلى مكة ، وهو الموضع الذي خرج منه ، فكان ذلك بعد مدة ، وهذا من دلالات نبوته صلى الله عليه وسلم لأنه أخبر بمكة أنه إذا خرج منها{[54319]} سيعود إليها ، فكان ذلك . والسورة مكية ورجع إلى مكة بعد هجرته إلى المدينة وبقائه بها تسعة أعوام أو نحوها ، وذلك كله بوحي الله جل ذكره{[54320]} إليه بذلك في كتابه بقوله : { لرادك إلى معاد }[ 85 ] .
واختار الزجاج{[54321]} قو من قال : إلى يوم القيامة ، لأن المعنى لرادك إلى الحياة التي كنت فيها .
ثم قال تعالى{[54322]} : { قل ربي أعلم من جاء بالهدى }[ 85 ] ، أي : من جاء بالهدى منا ومنكم { ومن هو في ضلال مبين }[ 85 ] ، منا ومنكم ، أي{[54323]} في جور عن قصد السبيل .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.