الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَلَا تَدۡعُ مَعَ ٱللَّهِ إِلَٰهًا ءَاخَرَۘ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَۚ كُلُّ شَيۡءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجۡهَهُۥۚ لَهُ ٱلۡحُكۡمُ وَإِلَيۡهِ تُرۡجَعُونَ} (88)

ثم قال : { ولا تدع مع الله إلها آخر }[ 88 ] ، أي{[54335]} لا تعبد يا محمد صلى الله عليه وسلم مع معبودك الذي له عبادة كل شيء معبودا آخر { لا إله إلا هو }[ 88 ] ، أي لا معبود تصلح له{[54336]} العبادة إلا له{[54337]} ، الذي { كل شيء هالك إلا وجهه{[54338]} }[ 88 ] ، أي إلا إياه .

وقال سفيان معناه : {[54339]} كل شيء هالك إلا ما أريد به وجهه .

وحكى بعض أهل اللغة أن معناه{[54340]} : إلا جاهه ، يقال{[54341]} : فلان وجه القوم أي جاه القوم ، فالتقدير : كل شيء في العباد هالك إلا الوجه الذي يتوجهون به إلى الله جل ذكره .

{ له الحكم }[ 88 ] ، أي بين خلقه دون غيره ، { وإليه ترجعون }[ 88 ] ، أي تردون بعد مماتكم ، فيقضي بينكم بالعدل{[54342]} .


[54335]:من "أي...آخر" سقط من ز.
[54336]:"له" سقطت من ز.
[54337]:ز: الله.
[54338]:"إلا وجهه أي" ساقط من ز.
[54339]:انظر: زاد المسير 6/252، والقرطبي13/322، وابن كثير5/306، والدر20/447.
[54340]:انظر: القرطبي 3/322.
[54341]:انظر: السان13/487 مادة "حوه".
[54342]:بعده في ز: كمل السفر الرابع من سورة مريم إلى سورة العنكبوت بحمد الله وحسن عونه وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا، كثيرا والحمد لله رب العالمين. "وهكذا تختم السورة التي تتجلى فيها يد القدرة سافرة تحرس الدعوة إلى الله وتحميها، وتدمر القوى الطاغية الباغية وتمحوها. تختم بتقرير قاعدة الدعوة: وحدانية الله سبحانه، وتفرده بالألوهية والبقاء والحكم والقضاء، ليمضي أصحاب الدعوات في طريقهم على هدى، وعلى ثقة، وعلى طمأنينة، وفي يقين. انظر: الظلال: 5/2716.