ثم قال تعالى{[54237]} : { قال إنما أوتيته على علم عندي }[ 78 ] ، أي قال قارون لقومه لما{[54238]} وعظوه : إنما أوتيت هذا المال : { على علم عندي } أي بفضل{[54239]} علم عندي علمه الله مني ، فرضي{[54240]} بذلك عني ، وفضلني عليكم{[54241]} بالمال لذلك ، فلم يرض بأن يكون الله هو المنعم عليه بذلك ، فأضاف اكتساب ذاك إلى نفسه لا بشكر{[54242]} الله عليه ، فصار كافرا بذلك ، وببغيه على بني إسرائيل ، وكان قارون أقرأ الناس للتوراة .
/قيل{[54243]} : كان يعرف عمل الكيمياء ، وأنكره الزجاج{[54244]} ، وقال : الكيمياء باطل .
ثم قال تعالى{[54245]} : { أولم يعلم أن الله قد أهلك من قبله من القرون من هو أشد منه }[ 78 ] ، أي بطشا { وأكثر جمعا }[ 78 ] ، أي جمعا{[54246]} للأموال فلم تغن عنه أمواله شيئا ، فلا فضل لمن أوتيها .
ثم قال : { ولا يسأل عن ذنوبهم المجرمون }[ 78 ] .
قال قتادة : يدخلون النار بغير حساب{[54247]} .
وقيل{[54248]} : المعنى أن الملائكة لا تسأل عنهم لأنهم يعرفونهم بسيماهم ، كقوله جل ذكره{[54249]} : { يعرف المجرمون بسيماهم }{[54250]} قاله مجاهد ، وسيماهم : زرقة العيون ، وسواد الوجوه .
وقيل : المعنى ولا يسأل هؤلاء عن ذنوب من مضى وأهلك من الأمم الكثيرة{[54251]} الأموال{[54252]} .
وقيل المعنى : لا يسألون سؤال اختيار فيختلف{[54253]} الضمير في ذنوبهم على مقدار المعاني{[54254]} المذكورة .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.