الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُۥۖ قَالَ رَبِّ هَبۡ لِي مِن لَّدُنكَ ذُرِّيَّةٗ طَيِّبَةًۖ إِنَّكَ سَمِيعُ ٱلدُّعَآءِ} (38)

فلما رأى زكرياء من الله لها ما رأى ، طمع بالولد مع كبر سنه من المرأة العاقر فدعا الله( {[9845]} ) في الولد من ذلك الوقت ، وهو قوله تعالى : ( هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّاءُ رَبَّهُ ) فبشر وهو يصلي بالمحراب( {[9846]} ) .

وقيل : بشر يحيى بعد أربعين سنة من وقت دعائه ولذلك قال عند البشارة : ( رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلاَمٌ ) لأنه نسي دعاءه لطول المدة التي كانت بين الدعاء والإجابة .

والمحراب : المسجد ، وهو الآن مقام الإمام في المسجد .

وقال الطبري : المحراب : " مقدم كل مجلس ومصلي " وهو سيد المجالس وأشرفها( {[9847]} ) وأكرمها .

والذرية في هذا الوضع : الولد ، ويكون في غيره للجميع( {[9848]} ) .

قوله : ( مِن لَّدُنْكَ ) أي : من عندك .

ومعنى : ( طَيِّبَةً ) زكية مباركة .

( إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ ) أي : تسمع من دعاك .


[9845]:- (أ) (ج): بالولد.
[9846]:- انظر: جامع البيان 3/247.
[9847]:- انظر: المصدر السابق.
[9848]:- الذرية عند الطبري هي النزل، وهي جمع وتكون في معنى واحد كما هو الشأن هنا بدليل طلبه ولياً، ولم يطلب أولياء. انظر: جامع البيان 3/248، وتعقب ابن عطية هذا القول بأن الذرية والولي اسما جنس يقعان للواحد فما زاد، انظر: المحرر 3/71.