قوله : ( فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا ) : أي : رضيها مكان المحرر ( ( {[9822]} )وَأَنْبَتَهَا نَبَاتاً حَسَناً ) من غذائه .
وقرأ مجاهد : وتقبلْها بالإسكان ، ( رَبُّهَا ) بالنصب عن النداء و " أنبتها " بكسر الباء والإسكان ، و " كفلْها " ( {[9823]} ) بالإسكان " زكرياءَ " بالنصب( {[9824]} ) .
وقوله : ( بِقَبُولٍ ) أتى مصدراً على غير المصدر ، وكان القياس ضم القاف كالجلوس ، ولكن أتى بالفتح فلا نظير له عند سيبويه( {[9825]} ) .
وقال غيره ، قد أتى منه الولوع والوجود والسعوط كل مصدر على فعول بالفتح( {[9826]} ) .
قوله : ( وَكَفَلَهَا زَكَرِيَّاءُ ) المد في زكرياء لغة ، وزكري لغة ، وزكر( {[9827]} ) ، وحكى أبو حاتم بغير صرف ، وهو غلط عند النحويين لأن ما كانت في هذه الياء( {[9828]} ) . والتخفيف في كفلها على أن زكريا الفاعل . ومن شدد فمعناه كفلها الله زكرياء لأنه تعالى أخرج( {[9829]} ) قلمه إذ ساهم مع أحبار بني إسرائيل عليها من يكفلها .
وكان زكريا زوج خالتها( {[9830]} ) .
وقيل زوج أختها كان( {[9831]} ) .
وامرأة زكريا بنت امرأة عمران ، فهي أخت مريم( {[9832]} ) .
وروي أن زكرياء كان ابن عم مريم أيضاً( {[9833]} ) .
فلما همت بالبلوغ فكانت تخدم في صغرها ( مسجد )( {[9834]} ) بيت المقدس ، أراد زكريا ، أن يكفلها ، وقال : هي ابنة عمي ، وأختها زوجتي ، فلم يتركها له جماعة الأحبار والأنبياء ، فتساهموا عليها ، وأتوا بسهامهم إلى عين ، فطرحوها فيها فغرقت سهامهم كلهم ، إلا سهم زكرياء ، فضمها زكرياء لنفسه فكانت عنده في غرفة بسلم( {[9835]} ) .
وقوله : ( وَجَدَ عِندَهَا رِزْقاً ) .
قال الضحاك : كان يجد عندها فاكهة الصيف في الشتاء وفاكهة الشتاء في الصيف( {[9836]} ) .
وقال ابن إسحاق( {[9837]} ) : كفلها زكرياء بعد هلاك أمها[ و ]( {[9838]} ) ضمها إلى خالتها أم يحيى حتى إذا بلغت أدخلوها الكنيسة لنذر أمها ، فأصابت بني إسرائيل شدة ، فضعف زكرياء عن حملها فتقارع بنو إسرائيل عليها : من يقوم بها ؟ وكلهم يشتكي من الشدة ما يشتكي زكرياء ، ولكن لم يكن لهم بد من حملها ، فخرج السهم لحملها على رجل نجار من بني إسرائيل يقال له جريج ، [ فعرفت مريم في وجهه شدة مؤونة ذلك عليه ، فقالت : يا جريج ]( {[9839]} ) ، أحسن بالله الظن ، فإن الله سيرزقنا ، فجعل جريج يرزق بمكانها عنده فيأتيها كل يوم من كسبه بما يصلحها ، فينميه الله ويكثره ، فيدخل عليها زكريا ، فيرى عندها فضلاً من الرزق ليس بقدر ما يأتيها به جريج ، فيقول : ( يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا ) أي : من أي وجه لك هذا ؟ فتقول : ( هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَن يَّشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ )( {[9840]} ) .
قد تقدم في البقرة تفسير قوله ( بِغَيْرِ حِسَابٍ ) والاختلاف في ذلك( {[9841]} ) .
والمحراب( {[9842]} ) : هو مقدم كل مجلس ومصلاه( {[9843]} ) .
وهو أيضاً : المكان العالي( {[9844]} ) .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.