قوله : ( أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ تَبْغُونَ ) أي : أفغير طاعة الله يا أهل الكتاب تطلبون ، وهو الذي خضع له من في السماوات والأرض ، وأسلم طائعاً ، وهم( {[10347]} ) : الملائكة ، والنبيون والمؤمنون ( وَكَرْهاً ) وهم الذين آمنوا بالتوحيد ، وأشركوا عن علم كما قال : ( وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّن خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ ) ( {[10348]} ) .
وقيل : إسلام الكاره هو حين أخذ عليه الميثاق( {[10349]} ) .
وقال مجاهد( {[10350]} ) : إسلام الكاذب سجود ظله( {[10351]} ) .
وقيل : إسلام الكاره تقلبه في مشيئة الله ، واستكانته لقضائه( {[10352]} ) .
وقال قتادة : إسلام الكاره هو حين لا ينفعه إسلامه ، وذلك في الآخرة ، وحين رأى الموت ، قال الله تعالى : ( فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمُ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا( {[10353]} ) بَأْسَنَا )( {[10354]} ) .
وقيل المعنى : له خضع الجميع طائعين ، وكارهين لأنه جبلهم على ذلك ، وخلقهم كذلك( {[10355]} ) .
وفي تفسير الحسن ( وَلَهُ أَسْلَمَ مَن فِي السَّمَوَاتِ ) انقطع الكلام( {[10356]} ) . ثم قال : ( وَالاَرْضِ )( {[10357]} ) طوعاً أو كرهاً أي أسلم من في الأرض طوعاً وكرهاً ، فالكاره المنافق لا ينفعه إيمانه .
وقيل : إن أهل الأرض أسلموا كلهم حين أخذ الله عليهم الميثاق واستخرجهم من ظهر آدم ، فالتأويل : أفغير طاعة الله تريدون وهذه صفته( {[10358]} ) .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.