الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَلَقَدۡ أَضَلَّ مِنكُمۡ جِبِلّٗا كَثِيرًاۖ أَفَلَمۡ تَكُونُواْ تَعۡقِلُونَ} (62)

ثم قال تعالى {[56863]} : { ولقد أضل منكم جبلا كثيرا } أي : أضل الشيطان منكم خلقا كثيرا فأطاعوه ، وجبلا بكسر الجيم والتشديد جمع جبلة .

و( من ) {[56864]} قرأ بضم الجيم والباء والتخفيف {[56865]} جعله جمع جبيل كسبيل وسبل .

وجبيل معدول عن مجبول كجريح بمعنى مجروح .

وكذلك قراءة من أسكن الباء وضم الجيم وخفف {[56866]} ، إنما أراد الضم ولكن أسكن استخفافا {[56867]} .

ثم قال : { أفلم تكونوا تعقلون } أي : تفهمون أنه {[56868]} لا ينبغي أن يطاع من هو عدو ، والكلام كله بمعنى التوبيخ والتقرير أي قد عهدت إليكم ذلك .


[56863]:ساقط من ب
[56864]:انظر: المصدر السابق
[56865]:قرأ "جبلا" بضم الجيم والباء والتخفيف: ابن كثير وحمزة والكسائي انظر: السبعة لابن مجاهد 542 والحجة لأبي زرعة 602 وسراج القارئ 333
[56866]:هي قراءة أبي عمرو وابن عامر انظر: السبعة لابن مجاهد 542 والحجة لأبي زرعة 602 والتيسير للداني 184 وسراج القارئ 332 وغيث النفع 333، والجامع للقرطبي 15/47 وقد أورد ابن جني قراءات أخرى منها: قراءة الحسن وعبد الله بن عبيد بن عمير وابن أبي إسحاق والزهري والأعرج وحفص بن حميد "جبلا" بضم الجيم والباء مشددة وقراءة الأشهب العقيلي: "جبلا" مكسورة ساكنة الباء انظر: المحتسب 2/216
[56867]:ب: "استخفاف"
[56868]:ب: "أي أنه"