الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{مَّا يَفۡعَلُ ٱللَّهُ بِعَذَابِكُمۡ إِن شَكَرۡتُمۡ وَءَامَنتُمۡۚ وَكَانَ ٱللَّهُ شَاكِرًا عَلِيمٗا} (147)

قوله : ( مَّا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمُ إِن شَكَرْتُمْ . . . ) الآية [ 147 ] .

المعنى : ما يفعل الله بعذابكم أيها المنافقون إن تبتم ، ورجعتم وآمنتم ، بمعنى أي شيء يصنع الله بعذابكم ، وما حاجته إلى ذلك بل سيشكر لكم ما يكون منكم من الطاعة ، والإيمان فيجازيكم عليه ، بأن يعافيكم من الدرك الأسفل من النار ، ويدخلكم الجنة خالدين .

قال قتادة : في هذه الآية : " إن الله لا يعذب شاكراً ولا مؤمناً " ( {[13904]} ) .

وقيل : معنى : ( شَاكِراً )( {[13905]} ) مشكوراً على كل حال( {[13906]} ) .


[13904]:- انظر: جامع البيان 5/430.
[13905]:- (أ) (د): ساكر.
[13906]:- الشكر في اللغة الظهور، وحقيقته الثناء على من يصنع معروفاً له، وفي هذا المقام: الاجتهاد في بذل الطاعة مع الاجتناب للمعصية في السر والعلانية. انظر: المفردات: 2/242 واللسان شكر 4/423، والجامع للأحكام 1/397.