الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{إِن تُبۡدُواْ خَيۡرًا أَوۡ تُخۡفُوهُ أَوۡ تَعۡفُواْ عَن سُوٓءٖ فَإِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَفُوّٗا قَدِيرًا} (149)

قوله : ( اِنْ تُبْدُوا خَيْراً أَوْ تُخْفُوهُ . . . ) الآية [ 149 ] .

المعنى : إن تقولوا جميلاً لمن أحسن إليكم ، فتظهروا( {[13926]} ) ذلك وتخفوه( {[13927]} )( {[13928]} ) . أي : تتركوا إظهاره ، فلا تبدوه ( أَوْ تَعْفُوا عَنْ سُوءٍ ) أي : تصفحوا لمن أساء إليكم عن إساءته ، فلا تجهروا له بالسوء ، أي : الذي قد أُذن لكم أن تجهروا به وهو قوله ( إِلاَّ مَنْ ظُلِمَ ) فإن الله كان عفواً( {[13929]} ) ، أي : لم يزل عفواً عن خلقه مع قدرته على الانتقام منهم . وهذا التأويل يدل على خلاف قول من تأول( {[13930]} ) لقوله ( لاَّ يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلاَّ مَنْ ظُلِمَ ) أنه في المنافق التائب ، والذي لم يتب ، لأن الله عز وجل لم يأمر المؤمنين بالعفو عن نفاقهم ولا نهاهم( {[13931]} ) أن يسبوا من كان منهم معلناً( {[13932]} ) النفاق( {[13933]} ) .


[13926]:- انظر: هذا التوجيه في معاني الزجاج 2/126.
[13927]:- (أ) مظلم (د) معلوم.
[13928]:- كذا.. وهو خطأ وصوابه "أن تخفوه".
[13929]:- وقد سبق نقل ذلك عن السدي [المدقق].
[13930]:- هو تأويل زيد بن أسلم كما في جامع البيان 6/4-5.
[13931]:- (د): ولاتهامهم.
[13932]:- الأ (أ) معلناً بالنفاق.
[13933]:- انظر: هذا التوجيه في جامع البيان 6/4.