ثم قال تعالى : { رفيع الدرجات ذو العرش } أي : هو رفيع الصفات ذو السرير المحيط بما دونه .
{ يلقى الروح من أمره على من يشاء من عباده } أي : ينزل الوحي على من يشاء ، يختص بذلك من يشاء من خلقه{[59487]} .
وقيل : ( من ) بمعنى الباء . والمعنى{[59488]} : يلقى الروح بأمره{[59489]} أي : يلقى الوحي{[59490]} بأمره على من يشاء{[59491]} .
وقيل : معنى { رفيع الدرجات } ( هي الدرجات ){[59492]} التي يعطيها الله عز وجل للأنبياء صلوات الله عليهم والمؤمنين في الجنة .
فالمعنى : رفيع الثواب والمجازاة للأنبياء والمؤمنين .
وسمي الوحي روحا{[59493]} لأن الناس يحيون به من الضلالة ، والمهتدي حي ، والضال ( ميت{[59494]} في ) التمثيل .
قال مجاهد : الروح هنا : الوحي{[59495]} ، وقال قتادة : هو الوحي والرحمة{[59496]} .
وقال ابن عباس : الروح : النبوة{[59497]} .
وقال : الضحاك : الروح : الكتاب الذي ينزله على من يشاء{[59498]} ومثله قوله : { وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا } يعني : القرآن في قول جميع المفسرين .
والروح : جبريل أيضا ، وهو قوله : { نزل به الروح الأمين }{[59499]} سمي روحا لأنه ينزل{[59500]} من عند الله تعالى بما يحيي به من أنزل عليه{[59501]} .
فأما قوله تعالى : { يوم يقوم الروح والملائكة صفا }{[59502]} فقال ابن زيد : الروح هنا القرآن{[59503]} . وفيه اختلاف سيذكر إن شاء الله .
والضمير{[59504]} في ( لينذر ) يعود على الله جل ذكره ، وقيل : يعود على الروح وهو الوحي ، وقيل : يعود على النبي .
وقد قرأ{[59505]} الحسن ( لينذر ) بالتاء على المخاطبة{[59506]} .
وقوله : { يوم التلاق } ، أي : يوم يلتقي أهل السماوات{[59507]} وأهل الأرض ، والأولون والآخرون .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.