ثم أخبر تعالى ذكره أن الملائكة إنما يستغفرون للمؤمنين : { الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويومنون به ويستغفرون للذين آمنوا } ، أي : يحملون عرش الله جل ذكره ، وعز وجهه .
والذين حول عرشه من ملائكته يصلون لربهم{[59406]} بحمده وشكره .
{ ويومنون به } أي : {[59407]} يقرون بالله أنه{[59408]} لا إله لهم سواه ، ويسألون{[59409]} ربهم أن يغفر{[59410]} للذين أقروا بمثل إقرارهم .
وقال قتادة : ويستغفرون للذين آمنوا : أهل لا إله إلا الله{[59411]} .
ثم قال : { ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما } ، أي : ويقولون : ربنا{[59412]} ، وسعت رحمتك{[59413]} وعلمك كل شيء من{[59414]} خلقك فعلمت كل شيء لا يخفى عليك شيء ، ورحمت خلقك فوسعتهم رحمتك ، فرزقتهم على كفر منهم بك{[59415]} برحمتك{[59416]} ، برزقك قد وَسِعْتَ الكافر والمؤمن ، ووسعت المؤمنين في الآخرة فأنقذتهم النار وأدخلتهم الجنة .
ثم قال عنهم أنهم قالوا : { فاغفر للذين تابوا } أي : تابوا من الشرك . د
{ واتبعوا سبيلك } أي : وسلكوا الطريق الذي أمرتهم أن يسلكوه وهو الإسلام .
قال قتادة : اتبعوا سبيلك ، أي طاعتك{[59417]} .
{ وقهم عذاب الجحيم } ، أي : اصرف عنهم عذاب النار يوم القيامة .
وسؤال الملائكة{[59418]} الله عز وجل في المغفرة للمؤمنين وإدخالهم الجنة هو{[59419]} قوله تعالى { كان على ربك وعدا مسؤولا }{[59420]} أي : إدخال المؤمنين الجنة والمغفرة لهم هو وعد من الله للملائكة فيهم إذ ( سألوه هم ){[59421]} ذلك ، وهو سؤالهم الله في هذه السورة . قال جميع ذلك القرطبي{[59422]} .
وجاز أن يسألوا{[59423]} الله عز وجل ما قد وعد به سبحانه وتعالى على طريق التعجيل بذلك لهم لا على طريق الوفاء لهم بما وعدهم ، فالله لا يخلف الميعاد ، فلا يُسأل في وفاء وعده إنما{[59424]} هو سؤال أن يعجل{[59425]} لهم ذلك .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.