الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَقِهِمُ ٱلسَّيِّـَٔاتِۚ وَمَن تَقِ ٱلسَّيِّـَٔاتِ يَوۡمَئِذٖ فَقَدۡ رَحِمۡتَهُۥۚ وَذَٰلِكَ هُوَ ٱلۡفَوۡزُ ٱلۡعَظِيمُ} (9)

ثم قال تعالى : { وقهم السيئات ومن تق السيئات يومئذ فقد رحمته } أي : ويقولون يا ربنا وقهم عقاب{[59432]} السيئات التي عملوها في الدنيا ، ومن ثقة عقاب السيئات يوم القيامة فقد رحمته .

{ وذلك هو الفوز العظيم }{[59433]} أي : النجاة من النار .

وقال نِفْطَوَيْه{[59434]} : معنى السيئات ، أنها ما يسوء صاحبها .

فمعنى : { وقهم البسيئات } : وقهم ما يسوءهم من عقابك وغضبك ، ومنه قوله : { وإن تصبهم سيئة يطيروا بموسى }{[59435]} أي : إن{[59436]} يصبهم ما يسوءهم يطَّيروا بموسى : وكذلك قوله : { وما أصابك من سيئة فمن نفسك }{[59437]} ، معناه : ما أصابك من سوء فبذنبك{[59438]} .

قال مطرف{[59439]} : وجدنا أنصح العباد للعباد الملائكة ، وأغش{[59440]} العباد للعباد الشياطين ، ثم تلا{[59441]} الآية { الذين يحملون العرش }{[59442]} .


[59432]:(ت): عذاب.
[59433]:ساقط من ح.
[59434]:هو إبراهيم بن محمد بن عرفة الأزدي العتيكي أبو عبد الله، من أحفاد المهلب بن أبي صفرة. كان إماما في النحو، ورأسا في مذهب داود. ولد بواسط ومات ببغداد سنة 323 هـ. كان يؤيد مذهب سيبويه في النحو فلقبوه (نفطويه). انظر: الفهرست لابن النديم 127، وإنباة الرواة 1/176 ت 109.
[59435]:الأعراف: 130.
[59436]:ساقط من (ح).
[59437]:النساء آية 78.
[59438]:(ح): فبذنب.
[59439]:هو مطرف بن عبد الله بن مطرف بن سليمان بن يسار الهلالي أبو مصعب، ويقال: أبو عبد الله، وهو ابن أخت الإمام مالك. وكان أصم، توفي سنة 220 هـ انظر: طبقات الشيرازي 147، والديباج 345، وتقريب التهذيب 2/253 ت 1172.
[59440]:(ت): واغتر.
[59441]:(ح): تلى.
[59442]:انظر: جامع البيان 24/30، وتفسير ابن كثير 4/73.