الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَتَرَى ٱلۡمَلَـٰٓئِكَةَ حَآفِّينَ مِنۡ حَوۡلِ ٱلۡعَرۡشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمۡدِ رَبِّهِمۡۚ وَقُضِيَ بَيۡنَهُم بِٱلۡحَقِّۚ وَقِيلَ ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ} (75)

ثم قال تعالى ذكره : { وترى الملائكة حافين من حول العرش } أي : وترى يا محمد يوم القيامة الملائكة محدقين من حول العرش .

والعرش : السرير . وواحد حافين : حاف ، قاله الأخفش{[59333]} .

وقال الفراء : لا يفرد{[59334]} .

ودخلت ( من ) في قوله : { من حول العرش } لأنه ظرف ، والفعل يتعدى إلى الظرف بحرف وبغير حرف . ومثله قوله : { وإلى الذين من قبلك }{[59335]} .

وقال بعض البصريين : دخلت ( من ) في الموضعين توكيدا{[59336]} .

ثم قال : { يسبحون بحمد ربهم{[59337]} } أي : يصلون حول عرش ربهم شكرا له .

والعرب تدخل الباء مع التسبيح وتحذفها ، تقول : سبح ربك وسبح حمد ربك . كما قال : { سبح باسم ربك }{[59338]} وقال : { فسبح باسم ربك العظيم }{[59339]} .

{ وقضي بينهم بالحق } ، أي : وقضى الله بين النبيئين والأمم والشهداء بالعدل .

{ وقيل الحمد لله رب العالمين } أي : وختمت خاتمة القضاء بينهم بالشكر الذي ابتدأ خلقهم ووفقهم للعمل بطاعته .

قال قتادة : فتح{[59340]} أول الخلق بالحمد لله فقال : { الحمد لله الذي خلق السموات والأرض }{[59341]} وختم بالحمد فقال : { وقيل الحمد لله رب العالمين }{[59342]} .

1 ساقط من ( ح ) .


[59333]:لم أقف عليه في معاني الأخفش 2/673. وانظر في إعراب النحاس 4/23. وقد جاء هذا القول غير منسوب في مشكل إعراب القرآن 2/633.
[59334]:لم أقف عليه في معاني الفراء 2/425. وانظره في مشكل إعراب القرآن 2/633، وإعراب النحاس 4/23، والمحرر الوجيز 14/108 وقد نسبوه للفراء، إلا ابن عطية فإنه أورده مجهول القائل.
[59335]:الزمر آية 62، والشورى آية 1.
[59336]:انظر: جامع البيان 24/26.
[59337]:متآكل في (ح).
[59338]:(ح): (ربك الأعلى). وهي الآية 1 من سورة الأعلى.
[59339]:الواقعة 77 و99. وانظر: جامع البيان 24/26.
[59340]:في طرة (ع).
[59341]:الأنعام آية 1.
[59342]:انظر: جامع البيان 24/26، والمحرر الوجيز 14/109، وجامع القرطبي 15/287، وتفسير ابن كثير 4/70.