ثم قال تعالى : { وقال الذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه } أي : قال الملأ من قريش لأهل طاعتهم من العامة : لا تسمعوا لقارئ هذا القرآن إذا قرأه ولا تتبعوا ما فيه . وألغوا فيه بالباطل ( من القول ){[60340]} . إذا سمعتم قارئه يقرأه{[60341]} لا تسمعوا ولا تفقهوا{[60342]} ) ما فيه . هذا قول ابن عباس{[60343]} .
وقال مجاهد : اللغو هنا : المكاء{[60344]} والتصفيق والتخليط ( في المنطق ){[60345]} على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، إذا قرأ القرآن أمروا سفهاءهم بذلك{[60346]} .
وقال قتادة : والغوا فيه ، أي : اجحدوه وأنكروه وعادوه{[60347]} .
يقال : لغى يلغى ، ( ويلغو لغوا ، ولغى ولغي يلغى لغى ){[60348]} وبهذه جاء القرآن .
وقرأ ابن أبي إسحاق : ( والغوا فيه ){[60349]} على لغا يلغو ، واللغو في الكلام ، ما كان على غير وجهه مما يجب أن يطرح ولا يعرج عليه . واللغو أيضا مما{[60350]} لا يفيد معنى من الكلام{[60351]} .
قال ابن عباس : كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا قرأ رفع صوته فتطرد قريش عنه الناس ويقولون : لا تسمعوا والغوا فيه لعلكم تغلبون ، وإذا خافت{[60352]} لم يسمع من يريد ، فأنزل الله تعالى : { ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها }{[60353]} .
وعن ابن عباس أيضا أن أبا جهل هو الذي قال هذا : إذا رأيتم محمدا يصلي فصيحوا في وجهه وشدوا أصواتكم بما لا يفهم حتى لا يدري ما يقول{[60354]} .
وروي أنهم إنما فعلوا ذلك لما أعجزهم القرآن ، ورأوا من ( يكرهه ){[60355]} يؤمن به لإعجازه{[60356]} بفصاحته ، وكثرة{[60357]} معانيه وحسنه ورصفه{[60358]} .
ومعنى قوله { لعلكم تغلبون } ، أي : لعلكم تصدون من أراد استماعه عن فهمه فلا ينتفع به فتغلبون محمدا صلى الله عليه وسلم أي في الآخرة على فعلهم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.