الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَمَا كُنتُمۡ تَسۡتَتِرُونَ أَن يَشۡهَدَ عَلَيۡكُمۡ سَمۡعُكُمۡ وَلَآ أَبۡصَٰرُكُمۡ وَلَا جُلُودُكُمۡ وَلَٰكِن ظَنَنتُمۡ أَنَّ ٱللَّهَ لَا يَعۡلَمُ كَثِيرٗا مِّمَّا تَعۡمَلُونَ} (22)

ثم قال تعالى : { وما كنتم تستترون أن يشهد عليكم سمعكم ولا أبصاركم ولا جلودكم } .

قال السدي : معناه : وما كنتم تستخفون من جوارحكم{[60269]} .

وقال مجاهد : معناه : ( وما كنتم تتقون ){[60270]} ، وقال قتادة : معناه : وما كنتم تظنون{[60271]} .

قال قتادة : والله إن{[60272]} عليك يا ابن آدم لشهودا غير متهمة من{[60273]} بدنك فراقبهم{[60274]} واتق الله في سر أمرك وعلانيتك ، فإنه لا تخفى عليه خافية ، الظلمة عنده ( ضوء والسر ) عنده علانية من استطاع أن يموت وهو بالله حسن الظن فليفعل{[60275]} ، ولا قوة إلا بالله .

ثم قال : { ولكن ظننتم أن الله لا يعلم كثيرا مما تعملون } أي : ولكن حسبتم أيها العاصون حين ركبتم المعاصي في الدنيا أن الله لا يعلم أعمالكم{[60276]} فلذلك فعلتموها{[60277]} ) .

قال ابن مسعود : كنت مستترا بأستار الكعبة فدخل ثلاثة نفر : ثقفيان وقرشي أو قرشيان وثقفي ، كثير شحوم أبدانهم{[60278]} ، قليل فقه قلوبهم{[60279]} ، فتكلموا بكلام لم أفهمه{[60280]} . فقال أحدهم : أترون أن{[60281]} الله يسمع ما نقول . فقال الرجلان : إذا رفعنا أصواتنا سمع ، وإذا لم نرفع أصواتنا لم يسمع . فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فذكرت له{[60282]} ذلك ، فنزلت هذه الآية : { وما كنتم تستترون . . . } الآية{[60283]} .


[60269]:انظر: جامع البيان 24/69، والمحرر الوجيز 14/176.
[60270]:انظر: تفسير مجاهد 2/570، وجامع البيان 24/69، والمحرر الوجيز 14/176، وجامع القرطبي 15/353. وقد ورد عن مجاهد بلفظه.
[60271]:انظر: جامع البيان 24/69، وجامع القرطبي 15/353، والدر المنثور 7/319.
[60272]:في طرة (ت).
[60273]:فوق السطر في (ت).
[60274]:(ت): فرقا بهم.
[60275]:(ح): فليفعله.
[60276]:(ح): عملكم.
[60277]:في طرة (ت).
[60278]:(ت): أبدانهما.
[60279]:(ت): قلوبهما.
[60280]:وذلك لأنهم يتكلمون همسا. ويويد هذا، ما جاء عند ابن كثير (...بكلام لم أسمعه).
[60281]:ساقط من (ح).
[60282]:ساقط من (ح).
[60283]:أخرجه البخاري في الكتاب 65، تفسير حم السجدة، باب 1 ج 4816 و4818 والكتاب 97 التوحيد باب 41 ح 7125، ومسلم في المنافقين ح 5 من المقدمة، والترمذي 12/127 وقال: حسن صحيح. كلهم عن ابن مسعود بمعناه إلا الترمذي ج 12/128 فقد أورده بلفظه وقال: حديث حسن. أخرجه أحمد 1/381 و408 و426 و442 و443، والنسائي في تفسيره 2/259، وابن جرير في جامع البيان 24/70. كلهم عن ابن مسعود بمعناه.