ثم قال تعالى : { وما كنتم تستترون أن يشهد عليكم سمعكم ولا أبصاركم ولا جلودكم } .
قال السدي : معناه : وما كنتم تستخفون من جوارحكم{[60269]} .
وقال مجاهد : معناه : ( وما كنتم تتقون ){[60270]} ، وقال قتادة : معناه : وما كنتم تظنون{[60271]} .
قال قتادة : والله إن{[60272]} عليك يا ابن آدم لشهودا غير متهمة من{[60273]} بدنك فراقبهم{[60274]} واتق الله في سر أمرك وعلانيتك ، فإنه لا تخفى عليه خافية ، الظلمة عنده ( ضوء والسر ) عنده علانية من استطاع أن يموت وهو بالله حسن الظن فليفعل{[60275]} ، ولا قوة إلا بالله .
ثم قال : { ولكن ظننتم أن الله لا يعلم كثيرا مما تعملون } أي : ولكن حسبتم أيها العاصون حين ركبتم المعاصي في الدنيا أن الله لا يعلم أعمالكم{[60276]} فلذلك فعلتموها{[60277]} ) .
قال ابن مسعود : كنت مستترا بأستار الكعبة فدخل ثلاثة نفر : ثقفيان وقرشي أو قرشيان وثقفي ، كثير شحوم أبدانهم{[60278]} ، قليل فقه قلوبهم{[60279]} ، فتكلموا بكلام لم أفهمه{[60280]} . فقال أحدهم : أترون أن{[60281]} الله يسمع ما نقول . فقال الرجلان : إذا رفعنا أصواتنا سمع ، وإذا لم نرفع أصواتنا لم يسمع . فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فذكرت له{[60282]} ذلك ، فنزلت هذه الآية : { وما كنتم تستترون . . . } الآية{[60283]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.