الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{أَوۡ نُرِيَنَّكَ ٱلَّذِي وَعَدۡنَٰهُمۡ فَإِنَّا عَلَيۡهِم مُّقۡتَدِرُونَ} (42)

ثم قال تعالى : { فإما نذهبن بك فإنا منهم منتقمون } .

قال الحسن : هي في أهل{[61542]} الإسلام ممن بقي بعد النبي صلى الله عليه وسلم قال{[61543]} : لقد بعد نبي الله صلى الله عليه وسلم نقمة شديدة فأكرم الله عز وجل نبيه صلى الله عليه وسلم أن يريه في أمته ما كان من النقمة بعده{[61544]} .

وقال قتادة : لم تقع النقمة ، بل قد أذهب الله نبيه ولم ير في أمته إلا الذي تقر به عينه . قال/ وليس من نبي إلا وقد رأى في أمته ما لا يشتهي{[61545]} .

قال قتادة : ذُكر{[61546]} لنا أن النبي{[61547]} صلى الله عليه وسلم أُرِيَ{[61548]} ما يصيب أمته بعده ، فما زال منقبضا ما استبسط ضاحكا حتى لقي{[61549]} الله جل ذكره{[61550]} .

وقال السدي : هذه الآية عُني بها أهل الشرك من قومه صلى الله عليه وسلم ، وقد أراه{[61551]} النقمة فيهم وأظهره عليهم{[61552]} .

فالمعنى : فإن نذهب{[61553]} بك يا محمد من بين أظهر هؤلاء المشركين ، فإنا منهم منتقمون كما فعلنا ذلك بالأمم المكذبة قبلهم ، أو نريك الذي وعدناهم من النقمة منهم وإظهارك عليهم ، فإنا عليهم مقتدرون .

ومعنى : الذي وعدناهم{[61554]} : الذي وعدنا فيهم من النصر .

وقيل : هو راجع إلى قوله : { والآخرة عند ربك للمتقين }[ 34 ] .

فيكون المعنى : أو نريك الذي وعدنا المتقين من النصر .


[61542]:في طرة (ح).
[61543]:ساقط من (ت).
[61544]:انظر جامع البيان 25/35. والمحرر الوجيز 14/261، وجامع القرطبي 16/92.
[61545]:انظر جامع البيان 25/35، والمحرر الوجيز 14/261، وتفسير ابن كثير 4/129.
[61546]:(ح): وذكر.
[61547]:(ح): نبي الله.
[61548]:(ت) و(ح): أوري.
[61549]:(ت): ألقى.
[61550]:انظر جامع القرطبي 16/92، وتفسير ابن كثير 4/129.
[61551]:(ت): أراد، و(ح): أراه الله عز وجل.
[61552]:انظر جامع البيان 25/35، والمحرر الوجيز 14/261.
[61553]:(ت): تذهب.
[61554]:(ح): (وعدناهم أي).