الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{حَتَّىٰٓ إِذَا جَآءَنَا قَالَ يَٰلَيۡتَ بَيۡنِي وَبَيۡنَكَ بُعۡدَ ٱلۡمَشۡرِقَيۡنِ فَبِئۡسَ ٱلۡقَرِينُ} (38)

ثم قال : { حتى إذا جاءنا } يعني : الكافر وقرينه من الشياطين . ومن وحد ( جاء ){[61528]} أراد الكافر{[61529]} وحده{[61530]} ، وقد علم أن شيطانه ملازم له فاستغنى عن ذكره .

ثم قال تعالى : { يا ليت بيني وبينك بعد المشرقين } ، أي : حتى إذا جاء الكافر وقرينه من الشياطين : قال الكافر للشيطان حين أورده النار : يا ليت بيني وبينك بعد المشرقين ، يعني مشرق الشتاء ومشرق الصيف{[61531]} .

وقيل : عنى بذلك المشرق والمغرب{[61532]} ، وثنى بلفظ ( مشرق كما ){[61533]} قيل : سيرة العمرين في أبي بكر وعمر .

قال الله جل ثناؤه : { فبيس القرين } أي : فبيس الشيطان قرينا لمن{[61534]} قارنه لأنه يورده{[61535]} إلى النار .


[61528]:ساقط من (ت).
[61529]:في طرة (ت).
[61530]:قرأ نافع وابن كثير وابن عامر وأبو بكر وأبو جعفر وشيبة وقتادة والزهري والجحدري (جاءنا) على اثنين، وقرأ أبو عمرو وحمزة والكسائي وحفص عن عاصم والحسن وابن محيض والأعرج وعيسى والأعمش بالتوحيد (جاءنا). انظر الكشف 2/258، وحجة القراءات 650، والسبعة 586، وإعراب النحاس 4/110، والمحرر الوجيز 4/258، وسراج القارئ 348.
[61531]:ساقط من (ح).
[61532]:انظر معاني الفراء 1/33. وقال بهذا التفسير الطبري في جامع البيان 25/44.
[61533]:(ح): المشرق وكما.
[61534]:منطمس في (ت).
[61535]:(ح): (يوارده).