ثم قال تعالى : جل ذكره : { ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين } ، أي : ومن يعرض عن الإيمان بما{[61504]} أنزل الله عز وجل من كتابه . هذا قول قتادة ، وهو قول الفراء{[61505]} ، وقال المبراد : ( يَعشُ : يتعامى ){[61506]} .
متى تأته{[61507]} تعْشو إلى ضوء ناره *** ( تجد خير نار عندها خير موقد{[61508]} ){[61509]}
وقيل : معنى ( يعش : يعم ){[61510]} ، روي ذلك عن ابن عباس{[61511]} .
ولا يصح على هذا المعنى ( إلا بفتح ){[61512]} الشين .
يقال : عشى يعشى عشى ، إذ قرب من العمى .
والأعشى{[61513]} : الذي قد ركب بصره ضُعْفٌ وظلمة . ومنه يقال : جاء فلان إلى فلان يعشو ، إذا جاءه ليلا لما يركب بصره من الظلمة .
وعلى ذلك أيضا يتأول قول الشاعر .
متى تأته{[61514]} تعشو إلى ضوء ناره *** ( تجد خير نار عندها خير موقد{[61515]} ) .
أي : متى تأتيه{[61516]} ليلا .
وحكى بعض أهل اللغة : عشى عن ذكر الله ، إذ لم ينتفع به ، كما أن الأعشى لا ينتفع بكل بصره في الضوء{[61517]} .
ويقال : عشى يعشى ، إذا صار أعشى . وعشا يعشو إذا لحقه ما يلحق الأعشى ، وهو من{[61518]} ذوات الواو لقولهم : امرأة{[61519]} عشواء{[61520]} . فاليا هي عشى منقلبة من واو . ولذلك قال النحويون : العشا في البصر يكتب بالألف .
فتحقيق معنى الآية : ومن لا ينظر في حجج الله عز وجل وأدلته ييسر{[61521]} الله له شيطانا ، فهو له{[61522]} قرين .
قال قتادة : إذا أعرض عن ذكر الله سبحانه يقيض له{[61523]} الله عز وجل قرينا من الشياطين{[61524]} . قال السدي : ومن يعش : من يعرض{[61525]} .
وقال ابن عباس وابن زيد : ومن يعش : يعم{[61526]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.