الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{قُل لِّلۡمُخَلَّفِينَ مِنَ ٱلۡأَعۡرَابِ سَتُدۡعَوۡنَ إِلَىٰ قَوۡمٍ أُوْلِي بَأۡسٖ شَدِيدٖ تُقَٰتِلُونَهُمۡ أَوۡ يُسۡلِمُونَۖ فَإِن تُطِيعُواْ يُؤۡتِكُمُ ٱللَّهُ أَجۡرًا حَسَنٗاۖ وَإِن تَتَوَلَّوۡاْ كَمَا تَوَلَّيۡتُم مِّن قَبۡلُ يُعَذِّبۡكُمۡ عَذَابًا أَلِيمٗا} (16)

قوله : { قل للمخلفين من الأعراب ستدعون } إلى قوله : { بما تعملون بصيرا } {[63945]} الآيات [ 16-24 ] .

أي : قل يا محمد لهؤلاء الذين تخلفوا من الأعراب عن أن يخرجوا معك إلى الحديبية ، وطلبوا أن يتبعوك إلى أخذ غنائم خيبر ستدعون {[63946]} إلى قوم أولي بأس شديد تقاتلونهم أو يصلحون .

قال ابن عباس : أهل فارس ، وهو قول مجاهد وابن زيد {[63947]} .

وقال الحسن ، وابن أبي {[63948]} ليلى : هم فارس والروم {[63949]} .

وقال عكرمة : هم {[63950]} هوازن {[63951]} يوم حنين ، وكذلك ( قال ابن جبير ) {[63952]} هوازن وثقيف {[63953]} .

وقال الزهري {[63954]} : هم بنو حنيفة مع مسيلمة الكذاب {[63955]} {[63956]} .

وقال أبو هريرة : لم تأت هذه الآية بعد .

وقال كعب : هم الروم يقاتلهم هؤلاء القوم أو يسلمون {[63957]} بغير قتال {[63958]} .

ومن قرأ " يسلموا " {[63959]} فمعناه : حتى يعلموا {[63960]} أو إلا أن يسلموا .

ثم قال : { فإن تطيعوا يوتكم الله أجرا حسنا } أي : يعطيكم {[63961]}وإن تتخلفوا عن قتال هؤلاء القوم كما تخلفتهم عن الخروج مع النبي صلى الله عليه وسلم {[63962]} إلى الحديبية يعذبكم عذابا أليما {[63963]} في الآخرة .


[63945]:ع: {ستدعون إلى قوم أولي بأس شديد} إلى قوله {بصيرا}.
[63946]:ع : "فتدعون".
[63947]:انظر: تفسير مجاهد 608، وجامع البيان 26/52، وزاد المسير 7/431، وتفسير القرطبي 16/272، وابن كثير 4/191.
[63948]:محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى يسار بن بلال الأنصاري الكوفي: قاض: فقيه، من أصحاب الرأي، ولي القضاء والحكم بالكوفة لبني أمية، ثم لبني العباس، واستمر 33 سنة، له أخبار مع الإمام أبي حنيفة وغيره، مات بالكوفة. انظر: وفيات الأعيان 4/179، وميزان الاعتدال 4/596، وتهذيب التهذيب 9/301، والوافي بالوفيات 3/221، والأعلام 6/189.
[63949]:انظر: جامع البيان 26/52، زاد المسير 7/431، تفسير القرطبي 16/272، وابن كثير 26/191.
[63950]:ساقط من ع.
[63951]:بنو هوازن بطن من قيس غيلان، من العدنانية، وهم هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة ابن قيس غيلان، وهؤلاء هم الذين أغار النبي صلى الله عليه وسلم. انظر: نهاية الأرب 442.
[63952]:ع: "وكذلك قال ابن جبير وقتادة إلا أن قتادة قال: هوازن وغطفان، وقال: ابن جبير هوازن".
[63953]:بطن من هوازن، من العدنانية، واشتهروا باسم أبيهم، فيقال لهم ثقيف، واسمه قسي بن منبه ابن بكر بن هوازن، ومنهم: الحجاج بن يوسف الثقفي، انظر: نهاية الأرب 198.
[63954]:هو أبو بكر محمد بن مسلم بن عبد الله بن شهاب الزهري المدني الحافظ، روى عن ابن عمر وسهل بن سعد، وروى عنه مالك والأوزاعي والليث، توفي 124 هـ. انظر: وفيات الأعيان 4/177، وصفة الصفوة 2/136، وتذكرة الحفاظ 1/108، وغاية النهاية 2/262.
[63955]:هو أبو بكر محمد بن مسلم بن عبد الله بن شهاب الزهري المدني الحافظ، روى عن ابن عمر وسهل بن سعد، وروى عنه مالك والأوزاعي والليث، توفي 124 هـ. انظر: وفيات الأعيان 4/177، وصفة الصفوة 2/136، وتذكرة الحفاظ 1/108، وغاية النهاية 2/262.
[63956]:مسيلمة بن ثمامة بن كبير بن حبيب الحنفي الوائلي، أبو تمامة متنبىء من المعمرين، ولد ونشأ باليمامة، وأكثر من يضاهي بها القرآن توفي سنة 12 هـز انظر: الروض الأنف 4/220، والكامل لابن الأثير 2/298، وشذرات الذهب 1/23، والأعلام 7/226.
[63957]:ع: "أو يعلمونا".
[63958]:انظر: جامع البيان 26/52، وتفسير القرطبي 16/272.
[63959]:ع: "أو يعلموا".
[63960]:ح: "يعلم".
[63961]:ع: "يعظكم": وهو تحريف
[63962]:ع: "عليه السلام".
[63963]:ع: "مؤلما".