قوله : ( يَا أَيُّهَا الذِينَ ءَامَنُوا إِنَّمَا الخَمْرُ وَالمَيْسِرُ ) [ الآية 92 ] .
أخبر الله تعالى الذي أرادوا التحريم على أنفسهم –بعد أن نهاهم عن التحريم- أن الخمر والميسر –وهو الذي يتياسرونه- ، والأنصاب –وهي التي( {[17863]} ) يذبحون عندها( {[17864]} )- ، والأزلام التي يقتسمون( {[17865]} ) بها ( رِجْسٌ ) أي : إثم ونتن ، ( مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ ) أي : مما زيَّنه( {[17866]} ) الشيطان لكم وحسنه في أعينكم ، [ ( فَاجْتَنِبُوهُ ) ]( {[17867]} ) أي : فاتركوه وارفضوه ( لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ )( {[17868]} ) .
والميسر : القمار( {[17869]} ) . وسئل القاسم بن محمد( {[17870]} ) عن الشطرنج والنرد ، ( فقال )( {[17871]} ) : هو ميسر ، وقال [ كل ما ]( {[17872]} ) صد عن ذكر الله وعن الصلاة فهو ميسر( {[17873]} ) .
قال مالك : الميسر ميسران : ميسر اللهو ، وميسر القمار( {[17874]} ) ، فمن ميسر اللهو النرد( {[17875]} ) والشطرنج والملاهي كلها ، وميسر القمار هو ما يتخاطر( {[17876]} ) الناس عليه( {[17877]} ) .
قال الأصمعي : الميسر كان في الجزور( {[17878]} ) خاصة( {[17879]} ) ، كانوا يقتسمونها( {[17880]} ) على ثمانية وعشرين سهماً( {[17881]} ) . وقال الشيباني( {[17882]} ) : على عشرة أسهم( {[17883]} ) . ثم يلقون القداح ويتقامرون( {[17884]} ) على مقاديرها( {[17885]} ) .
" والأنصاب : حجارة كانوا يعبدونها في الجاهلية ، " والأزلام : القداح " ( {[17886]} ) .
والرجس : كل عمل يقبح فعله( {[17887]} ) ، ( وهو )( {[17888]} ) النتن( {[17889]} ) .
( و )( {[17890]} ) قوله ( فَاجْتَنِبُوهُ ) : الهاء تعود على " الرجس " ( {[17891]} ) . وقيل : تعود على " الخمر " . / وقيل : المعنىم : فاجتنبوا هذا الفعل( {[17892]} ) . وقيل : المعنى : فاجتنبوا ما ذكر .
وذكر ابن المنكدر( {[17893]} ) أن النبي عليه السلام قال : مَن شَربَ الخمرَ ثُمّ لم يسكر ، أَعْرَضَ اللَّهُ عَنه أربعين ليلةً ، وإن أسكر( {[17894]} ) لم يَقبَل اللهُ منه صَرْفاً ولا عَدلاً أربعين ليلة ، فإن مات فيها ، مات كعابد الأوثان ، وكان حقاً على الله أن يَسْقِيَه يوم القيامة من طينة الخَبال . قيل : يا رسول الله ، وما طينة الخبال ؟ قال : عُصارة أهل النار : القيح( {[17895]} ) والدم( {[17896]} ) .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.