الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَيَبۡلُوَنَّكُمُ ٱللَّهُ بِشَيۡءٖ مِّنَ ٱلصَّيۡدِ تَنَالُهُۥٓ أَيۡدِيكُمۡ وَرِمَاحُكُمۡ لِيَعۡلَمَ ٱللَّهُ مَن يَخَافُهُۥ بِٱلۡغَيۡبِۚ فَمَنِ ٱعۡتَدَىٰ بَعۡدَ ذَٰلِكَ فَلَهُۥ عَذَابٌ أَلِيمٞ} (94)

قوله ( يَا أَيُّهَا الذِينَ ءَامَنُوا لَيَبْلُوَنَّكُمُ اللَّهُ بِشَيْءٍ مِّنَ الصَّيْدِ ) الآية [ 96 ] .

أي{[17973]} : يا أيها الذين صدقوا . ليختبرنكم الله في الطاعة والمعصية بشيء من الصيد ، أي : ببعضه ، لأنه صيد البر خاصة{[17974]} ، ف( من ) للتبعيض{[17975]} . وقيل : هي لبيان الجنس{[17976]} .

قوله : { تناله أيديكم } يعني{[17977]} ما يؤخذ باليد من البيض والفراخ .

{ ورماحكم } كالحمير{[17978]} والبقر والظبا ، وما يصاد{[17979]} بالنبل{[17980]} ، امتحن الله عباده في حال إحرامهم لعمرتهم وحجهم ، فلا [ يقربوه ]{[17981]} .

{ ليعلم الله من يخافه{[17982]} بالغيب } أي : كي يعلم من يتبع أمره ممن{[17983]} لا يتبع ، { بالغيب } : في الدنيا بحيث لا يراه أحد ، والمعنى : ليعلم أولياء الله من يخاف الله فيتقي{[17984]} محارمه بحيث لا يراه أحد{[17985]} .

وقيل : ليعلم ذلك علم معاينة{[17986]} يقع عليها الجزاء ، وقد علمه غيبا لا إله إلا هو علاَّم{[17987]} الغيوب{[17988]} .

قوله : { فمن اعتدى } أي : فمن{[17989]} تجاوز{[17990]} حد الله في الصيد بعد تحريمه عليه ، { فله عذاب أليم } أي : موجع{[17991]} .


[17973]:ب: الذين أي. ج د: الذين آمنوا أي.
[17974]:انظر: تفسير الطبري 10/582.
[17975]:انظر: المحرر الوجيز 5/88، والتفسير الكبير 12/85 و86، وأحكام القرطبي 1/300.
[17976]:انظر: معاني الزجاج 2/206، وإعراب النحاس 1/518، وإعراب مكي 236، وإعراب ابن الأنباري 1/204، وإعراب العكبري 459.
[17977]:ب ج د: أي.
[17978]:ب: كالخمير.
[17979]:د: يسطاد.
[17980]:انظر: معاني الفراء 1/319، وانظر: غريب ابن قتيبة 146.
[17981]:أ: تقربوه. وانظر: تفسير الطبري 10/583.
[17982]:ب: تخافه.
[17983]:ب: من.
[17984]:ج: يبتغي.
[17985]:انظر: تفسير الطبري 10/584 و585.
[17986]:ب: معافيته.
[17987]:ج د: عالم.
[17988]:انظر: الاختلاف حول معنى (علم الله) في تفسير البحر 4/17، وانظر: التحرير والتنوير 7/40، وروح المعاني 7/22.
[17989]:ب ج د: من.
[17990]:ج د: يجاوز.
[17991]:ب: مرجع. وانظر: تفسير الطبري 10/585.