قوله : ( لَيْسَ عَلَى الذِينَ ءَامَنُوا ) الآية [ 95 ] .
المعنى : في قول ابن عباس وغيره : - : أن المؤمنين قالوا لما نزل تحريم الخمر : ( يا رسول )( {[17944]} ) الله ، فكيف بأصحابنا الذين ماتوا وهم يشربون الخمر ؟ ، فنزلت : ( لَيْسَ عَلَى الذِينَ ءَامَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا ) الآية( {[17945]} ) .
( إِذَا مَا اتَّقَوا ) أي : اتقى( {[17946]} ) اللّهَ الأحياء منهم في اجتناب ما حرم عليهم ، ( وَّءَامَنُوا ) أي : وصدقوا الله ورسوله فيما أمرهم( {[17947]} ) به ، ( وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ) أي : واكتسبوا من الأعمال ما يرضاه الله ، / ( ثُمَّ اتَّقَوْا وَّ ءَامَنُوا ) أي : " وَ " ( {[17948]} ) اتقوا محارمه وصدقوا فثبتوا( {[17949]} ) على ذلك ، ( ثُمَّ اتَّقَوا وَّأَحْسَنُوا ) أي : اتقوا الله ، فدعاهم تقواهم إلى الإحسان ، وهو العمل بما ( لم )( {[17950]} ) يفرض عليهم : من الخير والنوافل( {[17951]} ) . فالاتقاء الأول : اتقاء( {[17952]} ) تلقي أمر الله وقبوله ، والثاني : الاتقاء( {[17953]} ) بالثبات على الاتقاء الأول وترك التبديل ، والاتقاء الثالث : الاتقاء بالإحسان والتقرب بالنوافل( {[17954]} ) .
فهذه الآية نزلت –في قول الجميع- فيمن مات منهم وهو يشربها ، أُعلِموا أنه لا جناح عليهم( {[17955]} ) . وقال جابر بن عبد الله( {[17956]} ) : صبح ناس غداة أُحد الخمر فقتلوا من يومهم جميعاً شهداء ، وذلك قبل تحريمها ، يريد : فنزلت الآية فيهم( {[17957]} ) .
وقيل : نزلت فيما أكلوا من الحرام بالميسر و( ما شربوا )( {[17958]} ) من الخمر فأُعلِموا أنه لا جناح عليهم في ذلك إذا ما اتقوا فيما يستقبلون( {[17959]} ) .
وقيل : معنى ( إِذَا مَا اتَّقَوا وَّءَامَنُوا ) أي : اتقوا شرب( {[17960]} ) الخمر ، وآمنوا بتحريمها " ( {[17961]} ) ( ثُمَّ ( اتَّقَوا وَّءَامَنُوا ) ) أي : ( {[17962]} ) : اتقوا الكبائر وازدادوا( {[17963]} ) إيماناً ، " ( ثُمَّ اتَّقَوْا ) " أي : اتقوا الصغائر ، ( وَّأَحْسَنُوا ) بالنوافل( {[17964]} ) .
وقيل : ( إِذَا مَا اتَّقَوْا ) الكفر( {[17965]} ) ، ( ثُمَّ اتَّقَوْا ) الكبائر ، ( ثُمَّ اتَّقَوْا ) الصغائر( {[17966]} ) .
وقيل : [ معنى هذا : ( إِذَا مَا اتَّقَوْا ) فيما مضى : على إضمار " كان " مع " إذا " ، ( ثُمَّ اتَّقَوْا ) في الحال التي هم فيها ، ( ثُمَّ اتَّقَوْا ) فيما يستقبلون( {[17967]} ) .
( وقيل : { . . . . } {[17968]} { إذا ما اتقوا } : في الحال التي هم فيها [ { ثم اتقوا } فيما يستقبلون {[17969]} ] {[17970]} { ثم اتقوا } {[17971]} أي : ماتوا على ذلك وهم محسنون {[17972]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.