الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{لِّكَيۡلَا تَأۡسَوۡاْ عَلَىٰ مَا فَاتَكُمۡ وَلَا تَفۡرَحُواْ بِمَآ ءَاتَىٰكُمۡۗ وَٱللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخۡتَالٖ فَخُورٍ} (23)

ثم قال : { لكيلا {[67346]} تأسوا على ما فاتكم } [ 22 ] .

أي : أعلمكم الله عز وجل {[67347]} أن الأمور كلها {[67348]} قد فرغ منها ، لكيلا {[67349]} تأسوا على ما فاتكم من أمر دنياكم ، ولا تفرحوا بما جاءكم منها ، وذلك الفرح الذي يؤدي إلى المعصية والحزن الذي يؤدي إلى المعصية {[67350]} .

قال عكرمة : هو الصبر عند المصيبة ، والشكر عند النعمة {[67351]} ، قال وليس ( أحد إلا هو ) {[67352]} يحزن ويفرح ، ولكن من أصابته مصيبة فجعل / حزنه صبرا ومن أصابه خير فجعل فرحه شكرا ، فهو ممدوح لا مذموم {[67353]} .

فالمعنى : أعلمكم بفراغه مما يكون وتقدم علمه به قبل خلقكم/ كيلا تحزنوا حزنا تتعدون فيه على ما [ لا ] {[67354]} ينبغي ، ولا تفرحوا فرحا تتجاوزون فيه ما ( ينبغي ) {[67355]} .

ثم قال : { والله لا يحب كل مختال فخور } أي : لا يحب كل متكبر بما أوتي من الدنيا ، فخور به على الناس .

وقيل : معناه : لا يحب كل مختال في مشيته تكبرا وتعظما فخور على الناس بما له ودنياه .


[67346]:ع: "كيلا".
[67347]:ساقط من ع.
[67348]:ع: "كله" وهو تحريف.
[67349]:ع: "ليلا" وهو تحريف.
[67350]:انظر: إعراب النحاس 4/365.
[67351]:انظر: جامع البيان 27/136، وتفسير القرطبي 17/258.
[67352]:ع: وليس هو أحد إلا هو: وهو تحريف.
[67353]:انظر: جامع البيان 27/136.
[67354]:ساقط من ح.
[67355]:ح: "إلى ما لا ينبغي".