{ يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم } {[68126]} {[68127]} الآية [ 1 ] .
أي : يأيها الذين صدقوا محمدا وما جاء به لا توالوا المشركين ولا تناصحوهم ولا تودوهم ، يعني أهل مكة ( وهم من ) {[68128]} كفروا بما جاءكم من الحق ، يعني القرآن .
{ يخرجون الرسول وإياكم } يعني : من مكة من أجل إن آمنتم بالله ربكم .
{ إن كنتم خرجتم جهادا في سبيلي وابتغاء مرضاتي } أي : إن كنتم على صحة ويقين اعتقادا أنكم خرجتم جهادا {[68129]} مجاهدين في الله عز وجل {[68130]} ، وابتغاء مرضاته سبحانه {[68131]} فلا تودوا المشركين وتناصحوهم وتسرون إليهم بالمودة .
{ وأنا أعلم بما أخفيتم و ما أعلنتم } أي : بسركم وعلانيتكم في مناصحتكم وصحبتكم {[68132]} لهم وغير ذلك .
{ ومن يفعله منكم فقد ضل سواء السبيل } أي : ومن يودهم وينصحهم فقد جار عن قصد الطريق المستقيم {[68133]} .
والباء في " بالمودة " زائدة عند الفراء ، وهي متعلقة بالمصدر عند البصريين {[68134]} .
ويروى أن هذه الآية [ نزلت ] {[68135]} في شأن حاطب بن أبي بلتعة كان قد كتب إلى مشركي مكة يطلعهم على أمر النبي صلى الله عليه وسلم {[68136]} وخروجه إليهم {[68137]} .
قال علي {[68138]} رضي الله عنه : بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا والزبير والمقداد {[68139]} {[68140]} فقال انطلقوا حتى تأتوا روضة خاخ {[68141]} فإن بها ظعينة {[68142]} معها كتاب فخذوه منها ، قال فانطلقنا نتعادى حتى أتينا الروضة فإذا نحن بالظعينة فقلنا أخرجي الكتاب ، قالت ما معي كتاب ، فقلنا لتخرجن الكتاب أو لنلقين {[68143]} الثياب ، وقال علي لها : والله كذب رسول الله صلى الله عليه وسلم {[68144]} ، قال فأخرجته من عقاصها فأتينا به رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فإذا فيه : من حاطب بن أبي بلتعة إلى ناس من مكة يخبرهم ببعض أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم {[68145]} ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم {[68146]} : يا حاطب ما هذا ؟ فقال : يا رسول الله لا تعجل علي {[68147]} أني كنت أمرا ملحقا إلى قريش ولم أكن من أنفسها وكان من معك من المهاجرين لهم قرابات يحمون أهليهم ، فأحببت إذا فاتني ذلك النسب أن أتخذ عندهم يدا يحمونني بها في قرابتي ولم أرد ارتدادا عن ديني ولا رضى {[68148]} بالكفر بعد الإسلام ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم {[68149]} أما أنه قد صدقكم ، فقال عمر ، دعني يا رسول الله أضرب {[68150]} عنق هذا المنافق : فقال : أما أنه شهد بدرا ، فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت {[68151]} لكم ، قال سفيان :
فنزلت هذه الآية {[68152]} : { يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء {[68153]} } إلى قوله : { سواء السبيل } {[68154]} .
ومعنى : { ومن يفعله منكم } أي : في المستقبل ، وقد ذكر معنى هذا الحديث عروة بن الزبير وابن عباس وقتادة ومجاهد ( أن مجاهدا قال : نزلت {[68155]} ) في ابن بلتعة وقوم معه كتبوا إلى أهل مكة يحذرونهم {[68156]} .
ويروى : أنه كان في كتابه/ إلى أهل مكة أن [ رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد غزوكم مثل الليل والسيل وأقسم بالله {[68157]} ] لو عزاكم وحده لنصره الله عليكم فكيف وهو في جمع كثير .
ويروى {[68158]} : أنه خاطب أهل مكة يخبرهم بقصد النبي صلى الله عليه وسلم {[68159]} إليهم فقال له النبي صلى الله عليه وسلم ما حملك على هذا ، فقال : والله يا رسول الله ما نافقت منذ أسلمت ، ولكن لي بمكة أهل مستضعفون ليس لهم من يعرفهم {[68160]} ويذب عنهم ، فكتبت كتابي هذا أتقرب به من قلوبهم وأنا أعلم أنه لا ينفعهم {[68161]} وأن الله بالغ أمره ، فعذره {[68162]} النبي صلى الله عليه وسلم {[68163]} وصدقه ، وأراد عمر ضرب عنقه فقال له النبي صلى الله عليه وسلم {[68164]} ما يدريك يا عمر لعل الله اطلع على أهل بدر ، فقال : اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم {[68165]} .
قال أبو حاتم : ليس من أولها وقف تام إلى { وما أعلنتم } {[68166]} .
وقال محمد بن {[68167]} عيسى : { أولياء } وقف ، وقال غيره : إن جعلت { تلقون } {[68168]} نعتا " لأولياء " لم تقف {[68169]} على " أولياء " وإن جعلته مبتدأ وقفت على " أولياء " {[68170]} .
وقال القتبي : { بالمودة } {[68171]} : التمام .
[ قال يعقوب {[68172]} ] : و { إياكم } وقف كاف {[68173]} .
وقال أبو حاتم : هو وقف بيان {[68174]} .
قال القتبي : هو تمام ، ولا يصح هذا لأن {[68175]} " وإن تؤمنوا " معمولة " ليخرجون {[68176]} " {[68177]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.