الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{هُوَ ٱللَّهُ ٱلَّذِي لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ٱلۡمَلِكُ ٱلۡقُدُّوسُ ٱلسَّلَٰمُ ٱلۡمُؤۡمِنُ ٱلۡمُهَيۡمِنُ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡجَبَّارُ ٱلۡمُتَكَبِّرُۚ سُبۡحَٰنَ ٱللَّهِ عَمَّا يُشۡرِكُونَ} (23)

ثم قال : { هو الله الذي لا إله إلا هو } [ 23 ] أي : لا معبود بحق{[68102]} غيره .

{ الملك القدوس } أي : الذي لا ملك فوقه ، والقدوس في قول قتادة : المبارك{[68103]} .

وقيل : { القدوس } القدوس : المطهر مما نسبه إليه المشركون ( والقدس : الطهر{[68104]} ){[68105]} .

والأرض المقدسة : المطهرة .

وقرأ أبو الدينار{[68106]} الأعرابي : القدوس بفتح القاف كسمور وشبوط{[68107]} .

وقوله : { السلام } أي : ذو السلامة من جميع الآفات{[68108]} .

وقوله : { المؤمن } أي : الذي أمن عباده من جوره{[68109]} .

وقيل : معناه : الذي يصدق عبادة المؤمنين إذا شهدوا على الناس{[68110]} .

وقوله : { المهيمن } قال ابن عباس : هو الأمين ، وعنه : الشهيد{[68111]} .

وقال أبو عبيدة : الرقيب الحفيظ{[68112]} .

وقال المبرد : أصله المؤيمن ثم أبدل من{[68113]} الهمزة هاء{[68114]} .

وقوله : { العزيز الجبار } أي : ذو العزة والمنع ، الذي يجبر خلقه على ما يشاء من " أجبر " ، وهذا قول مردود ، لأن " فعالا " لا يكون من " أفعل " ولكنه من " جبر الله خلقه : إذا نعشهم{[68115]} " {[68116]} .

وقيل : هو من جبرت{[68117]} العظم : فجبر{[68118]} .

وقيل : هو من تجبر النخل : إذا علا وفات اليد{[68119]} .

وقوله : { المتكبر } معناه العلي فوق خلقه{[68120]} .

وقال قتادة : المتكبر : تكبر عن كل سوء{[68121]} .

وقوله : { سبحان الله عما يشركون } [ 24 ] أي : تنزيها/له ، وبراءة مما يقول المشركون .


[68102]:ع، ج: "حق".
[68103]:انظر: جامع البيان 28/36، وابن كثير 4/344.
[68104]:ع : "والقدس المطهر".
[68105]:انظر: إعراب النحاس 4/404.
[68106]:لم أقف على ترجمته.
[68107]:انظر: إعراب النحاس 4/405، والبحر المحيط 8/251، وقال ابن جني في المحتسب 2/317، "قال ابن مجاهد وأبو حاتم عن يعقوب، قال سمعت أعرابيا يكنى أبا الدينار عند الكسائي يقرأ: "القدوس" بفتح القاف قال أبو الفتح: فعول في الصفة قليل، وذكر سيبويه في الصفة السبوح والقدوس وحكى في صفة السبوح والقدوس بالضم". وقد تتبعت ما توفر لدي من كتب التراجم وطبقات الفراء فلم أجد لأبي الدنيار هذا ترجمته.
[68108]:انظر: إعراب النحاس 4/404.
[68109]:انظر: إعراب النحاس 4/404.
[68110]:انظر: جامع البيان 28/36، وإعراب النحاس 4/405.
[68111]:انظر: جامع البيان 28/36، وإعراب النحاس 4/405، وابن كثير 4/344.
[68112]:انظر: إعراب النحاس 4/405.
[68113]:ساقط من ع.
[68114]:انظر: إعراب النحاس 4/405، وجاء في اللسان مادة "همن" 3/833، المهيمن. والمهيمن: اسم من أسماء الله تعالى في الكتب القديمة، وهو من أمن غيره من الخوف، وأصله أأمن فهو مؤأمن بهمزتين قلبت الهمزة الثانية ياء كراهة اجتماعهما فصار مؤيمن".
[68115]:ع: "يغشهم".
[68116]:انظر: إعراب النحاس 4/405. وقد سبقت الإشارة إلى ذلك عند تعرض مكي. لقوله تعالى من سورة (ق): {نحن أعلم بما يقولون وما أنت عليهم بجبار} فراجع ذلك.
[68117]:ح: "جبرة" وهو لحن.
[68118]:انظر: إعراب النحاس 4/406، ومفردات الراغب 86- 87، والصحاح 2/607، وتفسير القرطبي 18/47.
[68119]:انظر: إعراب النحاس 4/406، والبحر المحيط 8/251.
[68120]:انظر: إعراب النحاس 4/406.
[68121]:انظر: جامع البيان 28/30، وابن كثير 4/344.