قوله : { أو من كان ميتا{[21672]} فأحييناه } الآية [ 123 ] .
/{[21673]} روى المسيبي{[21674]} عن نافع ( أو من كان ) بإسكان الواو{[21675]} .
والمعنى : أن الكلام جرى على التحذير من طاعة المشركين ، والآخذ بطاعة المؤمنين ، والمعنى : أطاعة من كان ميتا فأحييناه ، وهو المؤمن كان كافرا فصار مؤمنا ، كطاعة من مثله كمثل من في الظلمات ليس بخارج منها ، يتردد فيها{[21676]} . وهو الكفر يتردد فيه الكفار ؟ ، فكان تحقيق ذلك : أطاعة المؤمنين كطاعة الكافر ؟ {[21677]} .
وهذه الآية نزلت في رجلين مؤمن وكافر : فالمؤمن عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، والكافر أبو جهل{[21678]} .
وقيل : المؤمن عمار{[21679]} بن ياسر ، والكافر أبو جهل{[21680]} . وقيل : المؤمن حمزة{[21681]} حيي{[21682]} بالإيمان بعد أن كان ميتا بالكفر{[21683]} ، وقيل : هو النبي حيي{[21684]} بالنبوة{[21685]} .
{ كمن مثله في الظلمات } أي : كمن هو في الظلمات{[21686]} ، وهي الكفر ، يراد به أبو جهل ، { ليس بخارج منها } إلى نور الإسلام أبدا{[21687]} .
روي{[21688]} أن أبا جهل رمى النبي يفرث{[21689]} – وحمزة عم النبي عليه السلام ، لم يؤمن بَعْدُ – فأخبر أبو جهل حمزة بما فعل بالنبي ، وبيد{[21690]} حمزة قوس ، فعلا به أبا جهل غضبا للنبي ، فأقبل أبو جهل يتضرع{[21691]} إلى حمزة ويقول : يا أبا يعلى ، أما ترى ما جاء به : سفه عقولنا وعقول آبائنا ؟ . فقال له حمزة رضي الله عنه : ومن أسفهُ منكم{[21692]} وأحمق حيث تعبدون الحجارة من دون الله ؟ ، أشهد ( أن لا ){[21693]} إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله . فحيي{[21694]} بالإيمان الذي وفَّقه{[21695]} الله إليه ، وبقي أبو جهل في ظلمات الكفر حتى مات كافرا{[21696]} ، وفيهما نزل { أفمن وعدناه وعدا حسنا فهو لاقيه }{[21697]} يعني حمزة ، { كمن متعناه متاع الحياة الدنيا }{[21698]} يريد{[21699]} أبا جهل{[21700]} .
ومعنى : { وجعلنا له نورا } قال ابن عباس : يعني بالنور القرآن يهتدي به{[21701]} وقال ابن زيد ( نورا ) هو ( الإسلام الذي هداه الله إليه ){[21702]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.