الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَإِذَا جَآءَتۡهُمۡ ءَايَةٞ قَالُواْ لَن نُّؤۡمِنَ حَتَّىٰ نُؤۡتَىٰ مِثۡلَ مَآ أُوتِيَ رُسُلُ ٱللَّهِۘ ٱللَّهُ أَعۡلَمُ حَيۡثُ يَجۡعَلُ رِسَالَتَهُۥۗ سَيُصِيبُ ٱلَّذِينَ أَجۡرَمُواْ صَغَارٌ عِندَ ٱللَّهِ وَعَذَابٞ شَدِيدُۢ بِمَا كَانُواْ يَمۡكُرُونَ} (124)

قوله : { وإذا جاءتهم آية قالوا لن نومن{[21719]} } الآية [ 125 ] .

المعنى : وإذا جاءت هؤلاء{[21720]} المشركين آية ، ( أي علامة ){[21721]} ، تدل على نبوتك – يا محمد – وصدق ما جئت به ، { قالوا لن نومن } بما جئتنا{[21722]} به ، { حتى نوتى مثل ما أوتي رسل الله } أي : حتى نؤتى{[21723]} من المعجزات مثل ما أوتي موسى وعيسى ، ثم قال تعالى : { الله أعلم حيث يجعل رسالاته } أي : إن الآيات لم يعطها الله من البشر إلا ( رسولا ){[21724]} ، ولستم – أيها العادلون – بِرُسل فيعطيكم الآيات ، بل هو أعلم من هو أولى بها{[21725]} . /{[21726]}

وقيل : المعنى : الله يعلم من يصلح لنبوته{[21727]} ويختص بالرسالة{[21728]} ، كما قال : { ولقد اخترناهم على علم على العالمين }{[21729]} .

( ثم قال ){[21730]} : { سيصيب الذين أجرموا صغار{[21731]} } أي : ذلة{[21732]} ، أي : هم وإن كانوا أكابر ، فستصيبهم ذلة عند الله ، ومعنى { صغار عند الله } أي : عند الله صغار{[21733]} . وقيل : المعنى : صغار ثابت عند الله{[21734]} . وقال الفراء : المعنى : صغار من عند الله{[21735]} .

والصغار : المصدر من قول القائل : ( صغر صغارا ){[21736]} .


[21719]:ب: نومن من. د: نومن حتى نوتى.
[21720]:د: لهؤلاء.
[21721]:انظر: المصدر السابق.
[21722]:د: جئت.
[21723]:ب: تونى.
[21724]:أ: رسول.
[21725]:انظر: تفسير الطبري 12/95، 96.
[21726]:بعضها مطموس مع بعض الخرم.
[21727]:ب: للنبؤة. د: بالنبؤة.
[21728]:ب د: للرسالة.
[21729]:الدخان آية 31. وهو قول الزجاج في معانيه 289.
[21730]:ج: قوله.
[21731]:د:صغار عند الله.
[21732]:ب: دلت وهو قول السدي في تفسير الطبري 12/96، وابن فتيبة في غريبه 159.
[21733]:انظر: معاني الزجاج 2/289.
[21734]:جوزه الزجاج في معانيه 2/289.
[21735]:انظر: معانيه 1/353.
[21736]:(صَغِر يَصْغَرُ صغارا وصَغُر) تفسير الطبري 12/96.