قوله : { ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه } الآية [ 122 ] .
المعنى{[21638]} : ولا تأكلوا – أيها المؤمنون – مما مات ومما ذبح لغير الله ، أو ذبحه ( غير ){[21639]} مسلم ، أو مما تُعُمِّدَ{[21640]} ترك ( ذكر ){[21641]} اسم الله عليه ، فإن أكله فسق{[21642]} .
قال ابن عباس : هذا جواب للمشركين حين قالوا للنبي : لا تأكل ما قتل ربك{[21643]} وتأكل ما قتلت{[21644]} . فالمعنى على هذا : إنما هو ( النهي ){[21645]} عن أكل الميتة{[21646]} .
ومذهب مالك وأكثر الفقهاء أن المسلم إذا نسي التسمية وذبح ، أنه تؤكل ذبيحته{[21647]} .
ومعنى التسمية – عند أكثر المفسرين – في هذه الآية : الملة ، لأن المجوس لو سموا ذبائحهم لم تؤكل{[21648]} .
وتؤكل{[21649]} ذبائح{[21650]} اليهود والنصارى{[21651]} ، لأنهم آمنوا بالتوراة والانجيل{[21652]} ، ( وكره ){[21653]} مالك ما ذبحوا لكنائسهم ولم يحرمه{[21654]} .
وقوله : { وإن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم } يعني{[21655]} بذلك شياطين فارس ، وهم مردتهم من المجوس يوحون إلى أوليائهم من مردة قريش زخرف القول ليجادلوا به المؤمنين .
قال عكرمة : كاتب{[21656]} مشركو قريش فارس{[21657]} على الروم ، وكتبت فارس إلى مشركي قريش : ( إن محمدا وأصحابه يزعمون أنهم يتبعون أمر الله ، ( فما ذبحه ){[21658]} ( الله ){[21659]} بسكين{[21660]} من ذهب فلا يأكله محمد وأصحابه ، وما ذبحوا هم يأكلون ) ، فكتب به المشركون إلى أصحاب محمد ، فرقع في أنفس ناس من المسلمين من ذلك شيء ، فنزلت : { ( وإنه لفسق ){[21661]} وإن الشياطين } الآية{[21662]} .
وقال ابن عباس : إبليس هو الذي يوحي إلى مشركي قريش ، ( يقول ){[21663]} : كيف تعبدون شيئا لا تأكلون ما قتل{[21664]} .
قوله : { وإن أطعتموهم } أي : في أكل الميتة ، { إنكم لمشركون } أي : إنكم مثلهم ، وهذا يدل على من حلل ما حرم الله أنه مشرك{[21665]} . قال الحسن وعكرمة : حُرم أكل{[21666]} ما لم يذكر اسم الله عليه في هذه الآية ، واستثنى من ذلك فقال : { وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم }{[21667]} .
وقوله : { وإنه لفسق } أي : لمعصية{[21668]} . وقيل : لكفر{[21669]} .
والهاء تعود على أكل الميتة ، أو على أكل ما ذبح للأصنام{[21670]} وشبهه{[21671]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.