الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَدُّواْ لَوۡ تُدۡهِنُ فَيُدۡهِنُونَ} (9)

- ثم قال تعالى : ( ودوا لو تدهن فيدهنون . . . {[69585]} )[ 9 ] .

أي ود المشركون لو تكفر {[69586]} بالله فيتمادون على كفرهم ، قاله ابن عباس والضحاك وسفيان {[69587]} .

وعن ابن عباس أيضا أن معناه : " ود المشركون لو ترخص لهم فيرخصون " {[69588]} .

وقال مجاهد : معناه : ود المشركون لو تركن إلى آلهتهم وتترك ما أنت عليه من الحق ( فيمالئوك ) {[69589]} .

قال الفراء : الادهان : التلين [ لمن لا ينبغي التليين ] {[69590]} له . فالتقدير : ودّ المشركون لو تلين لهم في دينك بإجابتك إياهم إلى الركون إلى آلهتهم فيلينون لك في عبادة إلهك ، وهو قوله : ( ولولا أن ثبتناك كدت تركن إليهم شيئا قليلا ) {[69591]} ، وهو مأخوذ من الدهن ، شبه التليين في القول بتليين الدهن {[69592]} .


[69585]:- قبل هذه الآية قوله تعالى:( فلا تطع المكذبين), وهو ساقط من جميع النسخ, ولعل المؤلف تجاوزه لوضوحه.
[69586]:- ث: تكر.
[69587]:-انظر جامع البيان 29/21 وهو قول السدي والضحاك أيضا في تفسير الماوردي 4/280, وقول عطية أيضا في البحر 8/309.
[69588]:- جامع البيان 29/21, وتفسير ابن كثير 4/430, والدر 8/ 245.
[69589]:- م: فيمالنوك. أ: فيمالموك- جامع البيان 29/21:" فَيُمَالِئَونَكَ", وانظر:المصادر السابقة. ومعناها- في اللسان- فيشايعونك.
[69590]:- ساقط من م.
[69591]:- الإسراء: 74.
[69592]:- وانظر معاني الفراء 3/173, وفي المكي بمعناه, وانظر: نحوه عند ابن قتيبة في الغريب, ص: 478, وجامع البيان 29/21-22, وإعراب النحاس 5/8.