الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٖ} (4)

- ثم قال تعالى : ( وإنك لعلى خلق عظيم )[ 4 ] .

أي : لعلى {[69552]} أدب عظيم . وذلك أدب القرآن الذي أدبه الله ( به ) {[69553]} و وهو الإسلام وشرائعه {[69554]} .

وقال ابن عباس : ( لعلى خلق عظيم ) ، أي : لعلى دين عظيم ، وهو الإسلام {[69555]} .

قال قتادة : سئلت عائشة رضي الله عنها عن خلق رسول الله ، فقالت : كان خلقه القرآن {[69556]} .

وقال علي رضي الله عنه : ( خلق عظيم ) : أدب القرآن {[69557]} .

وعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " أكمل الناس إيمانا أحسنهم خلقا " {[69558]} ، تأويله قوم : أحسنهم دينا وطريقة {[69559]} علة ما تأول {[69560]} ابن عباس الآية .

وقيل : الخلق العظيم هو ما كان من البشاشة والسعي في قضاء حوائج الناس وإكرامهم والرفق بهم {[69561]} .


[69552]:- أ: على.
[69553]:- . ساقط من أ.
[69554]:- انظر جامع البيان 29/18.
[69555]:- انظر جامع البيان 29/18/19. حيث أخرجه عن مجاهد والضحاك وابن زيد أيضا.
[69556]:-انظر المصدر السابق 29/18, وأخرج الطبري أيضا ص: 19 عن قتادة والحسن أن الذي سأل: سعيد بن هشام. وفي رواية أخرى أنه: جبير بن نفنل.
[69557]:- أ, ث: أي أدب القرآن. وانظر: هذا القول في تفسير الماوردي 4/279, والقرطبي 18/227, والقرطبي 18/227, وأخرجه الطبري في جامع البيان 29/19 عن عطية. وفي زاد المسير 8/428 هو قول الحسن.
[69558]:-الحديث أخرجه أبو داود في كتاب السنة, باب الدليل على زيادة الإيمان ونقصانه ح: 4682 عن أبي هريرة بلفظ" أكمل المؤمنين..." الحديث. وبهذا اللفظ أيضا أخرجه الترمذي في كتاب الرضاع باب ما جاء في حق المرأة على زوجها ح: 1172, عن أبي هريرة وزاد:".. وخياركم خياركم لنسائهم". وهو في جامع الأصول ح: 1976 4/5 نقلا عن الترمذي بلفظ:"...خياركم لأهله".. وأخرج الترمذي أيضا في كتاب الإيمان: باب في استكمال الإيمان والزيادة والنقصان ح: 2743 عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" إن من أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا, وألطفهم بأهله".
[69559]:- هو تأويل النحاس في إعرابه5/6, وقال ابن الأثير في النهاية 2/70:" الخلق- بضم اللام وسكونها-: الدين والطبع والسجية..".
[69560]:- أ على تأويل.
[69561]:- حكاه النحاس في إعرابه 5/6, والقرطبي في تفسيره:18/227 مختصرا. وانظر: ما أخرجه البغوي في المعالم7/130 وما بعدها من أحاديث تدل على هذه المعاني مع شهرته صلى الله عليه وسلم بذلك, حتى قبل نزول الوحي عليه حتى قالت فيه خديجة:" والله, لا يخزيك الله أبدا, والله إنك لتصل الرحم, وتصدق الحديث, وتؤدي الأمانة, وتجمل الكل, وتقري الضيف, وتصبر على نوائب الحق", انظر: تخريج هذا الحديث في تفسير سورة العلق.