الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{سَنَسِمُهُۥ عَلَى ٱلۡخُرۡطُومِ} (16)

- ثم قال تعالى : ( سنسمه على الخرطوم ، إنا بلوناهم كما بلونا أصحاب الجنة . . . ) {[69656]} قال ابن عباس : معناه : بالسيف فنجعل ذلك فيه سمة ، أي : علامة ، قال : وقد قاتل {[69657]} الذي نزلت فيه هذه الآية يوم بدر فخُطِم بالسيف في القتال .

وقال قتادة : هو شين لا يفارقه {[69658]} .

وروي عنه : شين على أنفه {[69659]} .

قال المبرد : الخرطوم من الإنسان الأنف . ومن السباع موضع الشفة .

والمعنى عنده : سنسمه على أنفه يوم القيامة بما يشوه خلفه ويعرفه به من شهده في القيامة أنه من أهل النار {[69660]} .

وقيل : معناه : سنعلق به عارا {[69661]} وسبة حتى يكون ( بمنزلة من وسم على أنفه ) {[69662]} .

وقيل : المعنى : سنَُسَوّد وجهه ، فاستعير الأنف في موضع الوجه لأنه منه {[69663]} .

وقيل : الخرطوم هنا : الخمر {[69664]} .


[69656]:- أ: سنسمه على الخرطوم الآية.
[69657]:- أ: قوتل. وما في المتن هو الذي في جامع البيان 29/28.
[69658]:- انظر جامع البيان 29/28, وزاد المسير 8/334, وتفسير ابن كثير 4/432.
[69659]:- انظر جامع البيان 29/28, وفي رواية أخرى عن قتادة:" سيما على لأنفه" انظر: تفسير ابن كثير 4/432, والدر 8/250.
[69660]:- لم أقف على قول المبرد.
[69661]:- أ: عمارا.
[69662]:-ساقط من أ, وهذا قول ابن قتيبة في المشكل: 159.
[69663]:- هو قول أبي العالية ومجاهد في المعالم 7/133, وقول الفراء في معانيه 3/174, والزجاج في معانيه 5/ 207 أيضا. وحكاه ابن قتيبة في المشكل: 156 عن بعض المفسرين ولم يسمهم. كما فعل الطبري في جامع البيان 29/28.
[69664]:- هو قول النضر بن شميل في الكشاف 4/143:" أي سنحده على شرب الخمر" قال الزمخشري:" وهو تعسف". وحكاه القرطبي في تفسيره 18/238 أيضا عن النضر إلا أنه سكت عنه. قال:" والخرطوم الخمر وجمعه: خراطيم". وانظر: مختار الصحاح( خرطم)5/1911.